المنبرالحر

11 أيلول في نظر الشعوب وشرطي العالم أمريكا, وأحداث أخرى/ د.محمود القبطان

مرت اليوم ذكرى 11 أيلول وهي ليست كما يتصورها البعض الانقضاض على المركز التجاري في نيويورك من قبل إرهابيي القاعدة فقط قبل 12 عاما وإنما أبعد من ذلك. فنهاك انقلاب شيلي قبل أربعة عقود وقتل الآلاف من الشيليين,كل هذا يجري بواسطة الشرطي العالمي الذي نصّبَ نفسه حارسا على العالم دون تفويض لاسيما بعد أن اختل التوازن الدولي بعد سقوط الإتحاد السوفيتي وباقي الدول الاشتراكية.
اليوم تنشر صحف العالم ومنها السويدية ثلاثة أحداث اثنان منها هزت العالم أولها انقلاب شيلي بقيادة المجرم بينوشت, ومقتل وزيرة الخارجية السويدية قبل 10 أعوام على أيدي مواطن من دولة يوغسلافيا السابقة وضرب برجي المركز التجاري في نيويورك في 2001, كل هذه الأحداث كانت لها من يقف وراءها لاسيما في شيلي وأمريكا.
لقد نصّبت أمريكا نفسها شرطيا على العالم كله من خلال التدخل في الشؤون الداخلية لدول العالم والتي تقع خارج نطاق سيطرتها لا بل حتى من هم حلفاء معها. في شيلي قام الجيش بقيادة المجرم بينوشت بانقلاب بمساعدة المخابرات الأمريكية ضد النظام الديمقراطي الذي قاده الراحل سلفادور آيلندي ,بدأ الانقلاب بقصف القصر الجمهوري وقتل الرئيس المنتخب ديمقراطيا ورفاقه وصولا الى الفنانين والكتاب منهم المغني فيكتور جارا.أكثر من 3000 قتيل وآلاف السجناء حشروا في السجون ولم تكفيهم فوزعوهم في الملاعب الرياضية(فكرة استلهموها من بعث العراق في 1963عندما ملئوا الملاعب الرياضية بالمناضلين).
وجاءت مفاجأة تدمير المركز التجاري في نيويورك من قبل إرهابيي القاعدة والذي أصبح ذريعة يحملها الرؤساء الأمريكيين ضد الشعوب لشن حروب متى ما شاءوا لفرض سيطرتهم على العالم.
عندما هرب ادوارد سنودن من أمريكا وحصوله على لجوء مؤقت في روسيا ,كان قد فضح المخابرات الأمريكية حيث كانت تتجسس على العالم كله بطرقها الخاصة, حتى حلفاءها لم يسلموا. يقول الكاتب من حزب البيئة السويدي لايرگر شلاوگ في أحدى مقالاته: ماذا لو كانت روسيا تتجسس على الدول الأخرى بنفس الطريقة, ماذا كان يمكن لأمريكا أن تقول وتفعل؟
أثارت لجنة دوليا حديثا مسألة مقتل داگ همرشولد في عام 1961 في سقوط طائرته ولم تعرف ملابسات الحادث ليومنا هذا وكانت هذه الشخصية السويدية تحتل منصب الأمين العام للأمم المتحدة وكان في طريقه الى زامبيا في ليل 17-18 أيلول لحل الخلافات في الحرب التي كانت جارية في الكونغو وقت ذاك. لجنة الاستخبارات الأمريكية(أن,أس,أي) ترفض تسليم الوثائق بهذا الشأن حيث كانت هي والمخابرات المركزية تدير حركة المطار هناك في ندولا. تعتبر منظومة الاستخبارات أل:أن أس , أي المعلومات حول مقتل الأمين العام للأمم المتحدة سرية للغاية ولا يمكن الإفصاح عنها الآن. والسؤال والذي لم يعد يطرح أحد جريمة من قتل رئيس الكونغو لومومبا؟
بعد أن فضح سنودن تصنت أمريكا على حليفاتها , قررت ألمانيا بأن يكون طريقة مواصلات الانترنيت عبر سرف خاص بها للحيلولة دون مراقبتها من أمريكا ومخابراتها, وبنفس اللهجة انتقدت فرنسا التداخل الأمريكي على سرف إنترنيتها.
في مقالة للكاتبة كارين هنريكسون السويدية في أحدى الصحف الصادرة أليوم تقول:.أللعنة, من نَصّبَ أوباما شرطيا على العالم. عندما زار الأخير السويد قبل يوم اجتماع قمة ال20 جي حيث قال: لست أنا من وضع الخط الأحمر وإنما العالم وضع الخط الأحمر. ويعنيها حول الضربة التي كانت محتملة ضد سوريا "التأديبية" كما أسموها القادة الأمريكان بسبب الشك باستعمال السلاح الكيماوي..
وفي مكان آخر طرحت الى العلن وثائق الانقلاب على محمد مصدق في إيران وتنصيب الشاه المقبور بواسطة المخابرات الأمريكية مع التعاون المباشر مع مخابرات بريطانيا أو بعلمها,لان بعد 6 عقود لا تكون الوثائق في حالة السرية الكبرى. وهذه احد أركان "الديمقراطية" الأمريكية.
والسؤال متى تنشر الحكومة الأمريكية أو تطلق سراح الوثائق الخطيرة حول العراق, سوريا, مصر ليبيا؟
ربما أحفادنا سوف يرون ويشهدون على عصر كانت أمريكا تدير العالم بأصابعها "حفاظا على الديمقراطية" نتيجة تخاذل الحكومات التي كانت تحكمنا نحن ممن سوف لن نرى من الوثائق شيئا وقتها. لكن ولحين ذلك الوقت هل تبقى أمريكا شرطيّ العالم؟
شرطيّ العالم يتباكى على الديمقراطية في سوريا وغيرها من البلدان من باب ويضربها من الباب الآخر بتهديداته بضرب أية دولة قد تشكل خطرا على إسرائيل على سبيل المثال وليس الحصر. مصالح أمريكا فوق كل الديمقراطيات في العالم. لكن الشعوب لن تبقى نائمة مدى الدهر حتى لو قمعتها حكوماتها زمنا.