المنبرالحر

الإصلاح في الرياضة العراقية ..الرياضة المدرسية هي الأساس.. / منعم جابر

كل الإبطال والنجوم بدأوا من الرياضة المدرسية وانطلقوا منها لأنها أساس البناء الرياضي والميدان الأول للمواهب في كل الميادين ومنها ميدان الرياضة ولعل الرياضة العراقية بدأت انطلاقتها الأولى من المدرسة لأنها تشكل التجمع الأول الذي نبحث فيه عن الموهبة واستمر الامر هكذا منذ مطلع القرن الماضي حتى العقد الأخير منه. الا أن الحال تغير والرياضة بدأت بالتراجع حالما أهمل هذا الجانب وضعف درس الرياضة وتقلصت الساحة المدرسية وأهملت البطولات المدرسية وتراجع دور معلم الرياضة وخرج المدرس عن دوره الرياضي وأخفقت الإدارات في تنشيط دور مدرسيها وشغلتهم بأمور أخرى لا علاقة للرياضة بها!
وأهملت وزارة التربية دورها الإشرافي التربوي وغاب التنسيق بين وزارات التربية والشباب والرياضة والتعليم العالي ولم نشاهد نشاطات مشتركة ولا فعاليات او سباقات مع الاندية ولا منتديات الشباب وظلت هذه المؤسسات تعمل وكأنها جزر منفردة علماً ان المدارس هي المصدر الأساسي للمواهب والمبدعين وتحولت دروس التربية الرياضية الى دروس للرياضيات والفيزياء والانكليزي وغيرها.
وغاب مدرسو ومعلمو الرياضة عن لباسهم الرياضي والصافرة المتدلية على الصدور وهم بلا حركة ولا نشاط ! وبدأ الانحدار والتراجع في مستوى طلبة المدارس وتلاميذها ولم تعد تسمع بطولات ولا كؤوس ولا تشجيع او تصفيق لتلك المدرسة او ذلك البطل الرياضي. فلو عدنا إلى خمسينات القرن الماضي لعرفنا أن أكثر أبطال العراق المشاركين في دورة الإسكندرية الرياضية العربية او دورة بيروت عام 1957 هم من طلاب إعدادية كلية بغداد والإعدادية المركزية . أين هذا الحال اليوم؟
لنبدأ بإعادة درس الرياضة إلى المدرسة
يعتبر درس الرياضة احد أهم الدروس في حياة الطالب وكان اهتمام المدارس بدرس التربية الرياضية هو الخطوة الأولى للكشف عن مواهب الرياضة في العمر المبكر ولهذا نجد أن الاهتمام بدرس التربية الرياضية واعتباره درسا منهجياً يؤثر في المعدل العام والنجاح والفشل بالنسبة للطلبة عند ذاك سنجد إقبالاً واهتماماً بهذا الدرس وعلى الإدارات أن تهتم بالساحات المدرسية ولوازم وتجهيزات درس الرياضة وإقامة النشاطات المختلفة في الساحة المدرسية ومراعاة ذلك في البناء المستقبلي للمدارس الحديثة وتنشيط النشاطات اللا صفية واكتشاف ميول وهوايات الطلبة بشكل عام والرياضية خصوصاً .
مدرس التربية الرياضية ودوره في اكتشاف المواهب
الدور المهم والفعال في اكتشاف الطالب الرياضي الموهوب يكون للمعلم والمدرس فكلما كان هؤلاء على علم ودراية ورغبة في عملهم نجد ان هؤلاء يكتشفون مواهب كثيرة والعكس صحيح حيث نجد ان الخاملين وغير المختصين غير قادرين على اكتشاف المواهب والكفاءات. فالمعلم النشيط والمتفاعل والذي يرتدي الزي الرياضي يقيم فعاليات ونشاطات مدرسية تجده قادرا على صناعة لاعبين وفرق وبالتالي يكتشف المواهب ويزج بها في السباقات المدرسية التي هي أساس الانجاز العالي وهنا نقترح الاهتمام بالمدرسة الابتدائية وطلابها وتعيين خريجي كليات التربية البدنية معلمين جامعيين لأول خمس سنوات لتأسيس رياضة صحيحة وتطوير النشاطات المدرسية في المدرسة الابتدائية التي هي اساس الرياضة المدرسية التي تشكل عمق رياضة الوطن .
الإشراف وخبرات الرياضة المدرسية
وكما ذكرنا فإن الرياضة المدرسية هي لبنة البناء الأول ومرحلة اكتشاف الموهبة الرياضية في مرحلتها الأولى الأمر الذي يتطلب الاهتمام بهذه المرحلة وهذا يتم من خلال الاهتمام بمعلمي ومدرسي الرياضة وتطوير قابلياتهم في مجال الاكتشاف وصقل المواهب وهنا لابد من تفعيل دور المشرف التربوي الرياضي. والاستفادة من خبرات وقابليات معلمي ومدرسي التربية الرياضية والاستفادة من تجاربهم في إدارة السباقات والمهرجانات ويجب ان نتذكر بأن على أكتاف معلمي ومدرسي الرياضة قامت ووقفت رياضة الوطن وخاصة في الأندية الرياضية .
ملاعب ومنشآت للرياضة المدرسية
إن من اكبر التجمعات البشرية التي تشرف عليها مؤسسة ما هي وزارة التربية حيث يقترب عدد الطلاب في مدارسها من عشرة ملايين وجميعهم بأعمار الشباب وممارسة الرياضة، عليه شكل هذا التجمع الشبابي اكبر شريحة لممارسة الرياضة والألعاب على اختلافها ومن هذا الكم الهائل نكتشف المواهب والكفاءات الرياضية على هذا الأساس يجب وضع هذه المجاميع تحت نظر الكشافين والباحثين عن المواهب ويجب أن تمتلك هذه المؤسسة المنشآت والملاعب والمسابح وميادين الرياضة لان جمهورها كثير فوزارة التربية مطالبة بأن تكون جهة أساسية في دعم الرياضة والنهوض بها ولابد من أن تكون للمديريات العامة للتربية ملاعبها وقاعاتها ومسابحها حتى تتمكن من ممارسة فعالياتها ومهرجاناتها السنوية والفصلية على مستوى المحافظة ومستوى المنطقة وعلى مستوى الوطن. ومن خلال الإعداد والاستعداد للمسابقات والمهرجانات تظهر المواهب وتتألق الكفاءات .
التنسيق مع المؤسسات الرياضية يطور الإبداع
لا يمكن للرياضة أن تنهض بقيادة وعمل مؤسسة واحدة فالقطاع الرياضي كبير ومهم فلابد من تعاون وتنسيق كل الجهات الرياضية المختصة مع الجهات الداعمة والساندة من اجل نهوض رياضة الوطن فوزارة الشباب والرياضة بدوائرها ومنشآتها الرياضية ومنتدياتها ومديريات شبابها في المحافظات بالتعاون مع وزارة التربية ومديرياتها في بغداد والمحافظات ووزارة التعليم العالي وجامعاتها ومعاهدها ومجالس المحافظات والبلديات كلها تتعاون وتنسق من اجل بناء رياضة عراقية تخدم التنمية البشرية وتنشر الرياضة للجميع وتحقق الانجاز العالي. هنا يتطور المستوى ويتحقق الإبداع.
المدارس أساس رياضة الوطن
إذاً الرياضة المدرسية هي أساس رياضة الوطن وهي القاعدة التي تؤسس عليها رياضة الانجاز العالي وحتى يكون الأساس متينا وقادرا على حمل الوزن العالي لابد أن يكون صحيحا ووفق أسس علمية معتمدا على التخطيط العلمي والكفاءات العالية والبحوث والدراسات الرصينة بعيدا عن التهميش والإقصاء والإبعاد فالوطن بحاجة إلى كل أبنائه فهو منهم ولهم ......... والى حلقة جديدة.