المنبرالحر

الإصلاح في الرياضة العراقية .. تخلف الرياضة النسوية خسارة للوطن وضياع للمواهب ( الحلقة التاسعة ) / منعم جابر

مثلما هي بقية دول المنطقة والجوار بدأت الرياضة النسوية العراقية ولكن محدودة متواضعة ولكنها انطلقت منذ خمسينات القرن الماضي وأخذت تتطور وتنمو فكانت بدايات ناجحة ونشاطات متطورة وفرق رياضية متميزة وبألعاب متنوعة وكان للمدارس والكليات قصب السبق في إعداد لاعبات ورياضيات وفرق تقدمنا بها كثيرا على قرينات بناتنا في تلك المرحلة وبرزت في الساحة العراقية لاعبات من طراز رفيع وفعلا كانت المرأة العراقية قد لعبت كرة القدم في الملاعب المكشوفة مطلع سبعينات القرن الماضي ولعبت كرة السلة والكرة الطائرة وكل الألعاب الفرقية وكان لبناتنا العزيمة والرغبة القوية في اقتحام ملاعب الساحة والميدان وبرزت أسماء لامعة وكفاءات متميزة اقتحمت الملاعب العربية وبعضهن انتقلن وبقدرات عالية إلى الملاعب الدولية. إلا أن الظروف غير الطبيعية التي مر بها الوطن والسياسات الارتجالية والقرارات العشوائية التي اتخذتها الحكومات المتعاقبة والأنظمة الدكتاتورية الحاكمة آثرت وبشكل كبير على عموم القطاع الرياضي وبالذات على رياضة المرأة فقل الاهتمام والرعاية للرياضة النسوية وأهملت مناهجها وبرامجها وتعقدت ظروف الحياة بسبب الحروب العبثية وبروز ظواهر العنف والعدوانية وظهور عادات وتقاليد بالية دمرت ما تبقى في المجتمع من منطلقات وآفاق حضارية تدعم المرأة وتوجهاتها. مما ضيع على الوطن فرصة تقدم المرأة في المجال الرياضي وحصولها على انجازات رياضية ترفع من شأن العراق واسمه في المحافل الرياضية والدورات الاولمبية الدولية .
كليات وقيادات رياضية نسوية
وبفخر نقول: أن المرأة العراقية الشجاعة هي التي أسهمت بقوة في تطوير مساهمتها وعملها في القطاع الرياضي معلمة او مدرسة للتربية البدنية وبفضل هذه القدرات والإمكانات اقتحمت المرأة العمل الرياضي وتأهلت لصناعة مجموعة من الرياضيات البطلات محققات نتائج وانجازات متميزة على مختلف الصور وكانت لأقسام التربية الرياضية وكليات التربية وطالبات كليات التربية الرياضية أثرها الكبير في إعداد قائدات ومعلمات ومدرسات للتربية الرياضية ومن ثم نخبة من حملة شهادات الماجستير والدبلوم العالي والدكتوراه ولعبت هذه النخب القيادية دوراً ايجابياً في التفوق الرياضي النسوي. الا أن سياسات النظام الدكتاتوري والحروب العدوانية التي زج بها النظام شعبنا وجيشنا أضاعت علينا بوصلة الطريق! .
وكان للأفكار المتخلفة والعادات والتقاليد البالية آثار مدمرة على الجيل الجديد من الرياضيات وبالتالي تراجع وسقوط رياضة المرأة". أن ما يمتلكه العراق من كفاءات علمية نسوية وكوادر قيادية ناشطة في مجال رياضة المرأة يشكل عنصرا دافعا لبناء رياضة نسوية متطورة لو تجاوزنا المؤثرات المتخلفة والحذر من زج الفتيات في النشاطات الرياضية أسوة بالجارة المسلمة إيران والأشقاء العرب في الخليج وعموم المنطقة العربية لكان لنا شأن كبير وانجازات متميزة .
رياضة المرأة مصدر كبير للميداليات المتنوعة
لو نظرنا إلى ما تحقق في اولمبية ريودي جانيرو الأخيرة في البرازيل لوجدنا أن المرأة الرياضية ومن مختلف بلدان العالم هي مصدر أساسي للميداليات المتنوعة (ذهبية . فضية . برونزية) وهذا العالم الجديد. القديم ودخول المرأة الرياضية كان مكانا خصبا للإبداع والانجاز ومنهم رياضياتنا العربيات والمسلمات . فلماذا نهمل نحن هذا القطاع ونتركه ليسبقنا الركب بالحصاد ونحن نائمون ! لقد ظهرت المرأة في جميع السباقات والألعاب الفردية والجماعية مشاركة ومنافسة للرجل ابتداء من كرة القدم وبقية الألعاب الجماعية مرور بألعاب القوى والجمناستك والسباحة والشاطئية بمختلف ألعابها مرورا بالحديد والمصارعة والملاكمة وكل أشكال اللعب والمنافسة والكثير من هذه الألعاب تشكل أعمارها بضع سنوات ونحن نتفرج عليها ونصفق للاعباتها دون فعل او عمل يجعلنا شركاء في حركة التاريخ والإبداع الرياضي وهناك خطط وبرامج تحقق لنا ما نصبوا إليه ونستفيد من خبرات دول وشعوب سبقتنا ببضع سنوات يمكن أن تمد لنا يدها وتأخذ منها شيئاً من تجاربها وإعمالها التي أهلت بطلاتها للصعود على منصات التتويج ليقلدن بالذهب والفضة والنحاس .
فإعداد أبطال الرياضة من الجنسين لم يعد عملا بسيطا وسهلا بل انه أصبح صناعة كبيرة وعملا استثنائيا لا يقدر عليه الا العلماء والخبراء وذوي الإمكانات الكبيرة والمستعدين للتضحية لبناء غد العراق السعيد !.
ما هي الخطوات العملية للنهوض برياضة المرأة ؟
بعد أن استعرضنا واقع رياضة المرأة وتأريخها منذ منتصف القرن الماضي وحتى الساعة لابد لنا من وضع بعض الأفكار والمقترحات الضرورية والعملية لتغير الواقع وإصلاح حال الرياضة النسوية التي هي جزء حيوي وأساسي من القطاع الرياضي والتي نستطيع من خلالها الانتقال بالرياضة العراقية إلى حال أفضل وواقع أحسن ومن ثم تحقيق الانجازات بهذا الجزء الحيوي من الرياضة العراقية خاصة وان رياضة المرأة هي مجال خصب وحيوي للجوائز والانجازات لتقارب الإمكانات والظروف وتنوع الألعاب وبروز المواهب في شتى الألعاب خاصة وان كلياتنا ومعاهدنا الرياضية وبناتنا تتوفر لديهن الرغبة والاستعداد والموهبة الرياضية العالية وما على رعاة الرياضة والمدربين والمختصين سوى العمل والتخطيط الصحيح ليحصلوا على ثمرات عملهم وانجازاته .
وهنا نضع بعض المقترحات والأفكار والإصلاح واقع الرياضة النسوية:
1-الاهتمام بالرياضة المدرسية من الابتدائية وحتى الإعدادية للفتيات .
2-تشجيع الأندية لتدريب الرياضيات الموهوبات من خلال تقديم منح إضافية إلى الأندية التي تمارس فيها الرياضة النسوية .
3-تأسيس مكاتب متخصصة بالرياضة النسوية في الاولمبية ووزارة الشباب والرياضة والتربية لتضم نخبة من الأكاديميين مع كوتا نسوية في الأندية والاتحادات ومتابعة عملهن بشكل دوري الحضور والفعل والأشراف .
4-العمل على تأسيس أندية للفتاة في كل محافظة او قضاء او مدينة كبيرة
5-الاهتمام بالإعلام الرياضي النسوي مهنيا ونوعيا ودفع الفضائيات لنشر العاب المرأة وسباقاتها للتأثير في ثقافات المجتمع .
6-إعطاء حوافز مادية ومعنوية للرياضيات في القبول بالكليات والمنح الدراسية الخارجية والرواتب للمحترفات .
7-دفع منتديات الشباب إلى احتضان الرياضة النسوية وتنسيق علاقتها مع المدارس والأندية الرياضية وتوفير الأجواء العائلية .
8- الاهتمام بالكوادر التدريسية والتدريبية والإدارية للمختصات بالرياضة النسوية وتطوير قابليتها .
9-التوجه نحو العاب ورياضات نسوية سهلة الممارسة للاستفادة منها لتحقيق الانجاز العالي الذي سيتشكل حافز لبناتنا لممارسة الرياضة .
10-وضع خطط متدرجة للمشاركات الرياضية السنوية وتهيئة البناء النفسي للرياضة العراقية للدخول بقوة وعقلانية في المنافسات الدولية .
11-الاهتمام بالعنصر القيادي المتخصص بالرياضة النسوية مدربات ومحكمات وإداريات لان هذا الاهتمام سيؤدي إلى توفر القيادات النسوية أسوة بالرياضة النسوية الإقليمية والعالمية .
12-دفع البرلمانيات إلى اعتبار الرياضة النسوية جزءاً حيوياً من واجباتهن تجاه المجتمع العراقي وعليهن واجبات الاهتمام والرعاية والدفاع عنها في مناطقهن الانتخابية وعموم العراق.
13-عدم السماح بالتبرع بدرس التربية الرياضية لمواد الدراسة الأخرى، ومحاسبة إدارات ومدرسات ومعلمات المدارس التي تخرق هذا !
إضافة إلى ما تقدم فإن المطلوب تطوير قدرات المعلمات والمدرسات اللواتي يقدن الرياضة في المدارس والتأكيد عليهن بضرورة ارتداء الملابس الرياضية . أملنا أن نتعاون من اجل رياضة نسوية متطورة