المنبرالحر

شيوعيو من كنا؟ ( 4)* / ابراهيم الحريري

وضعني انقلاب شباط 1963 الدموي و تجربة قصر النهاية المريرة خارج الحزب. بسبب موقفي الضعيف.( كتبت عن ذلك اكثر من مرة و في اكثر مناسبة) لكن ذلك لم يحل بيني و بين معاودة الاتصال بالحزب و القيام بالمهام التي يكلفني بها او التي اقدم عليه بمبادرة مني: شكلت شبه منظمة من رفاق و اصدقاء الحزب في الكويت، و انا خارج التنظيم، سلمتها للرفيق ابو عادل الشايب( الراحل انور محمد طه ) الذي اوفده الحزب لقيادة النشاط الحزبي في الكويت. طلب مني الرفيق ابوعادل كتابة تقرير عن تجربتي في قصر النهاية و ذهب الى البصرة، عندما عاد طلب مني العودة الى التنظيم لكني اعتذرت، عقابا لنفسي على موقفي الضعيف.
خلال الفترة من عام 1963 حتى عام1998، حين قررت العودة الى التنظيم، كما اتذكر، لم اتردد في القييام باي مهمة يكلقني بها الحزب، و من بينها تهريب شحنة سلاح الى احد مواقع الانصار الشيوعيين برفقة الرفيق صالح دكله، مخترقين حدود العديد من الدول. غير ذلك من المهام التي لم يحن اوان الكشف عنها .
سببت لي علاقتي بالحزب، في ظروف الصراعات الداخلية، العديد من الاشكالات. فكان كل فرق يحاول ان يجتذبني، انا اللاحزبي، الى صفه. و عندما كنت ارفص الأنخراط في الصراع الدااخلي، كان كل فريق يحسبني على الفريق الاخر، او هذا الشخص او ذاك من الفريق الآخر.لكن ذلك لم يمنعني من الأصرار على موقفي، و الامتناع عن المشاركة في جلسات " الردح:" المجانية المخجلة، في المقاهي، مهما سبب لي ذلك من اشكالات.
و من بين المفارقات التي سببها لي هذا الوضع، ان قائدا بارزا في احد الفريقين، يقال انه كان يسعى ل"وراثة" مركز السكرتير عبر لاحد الأصدقاء عن شكوكه في موقفي ازاءه.
دعوته الى الغداء. تكاشفنا. كان الصديق اخبره انني اتحفظ على سعيه الى مركز السكرتير. سالني ما هو وجه تحفظك؟ الا تراني مناسبا؟ اجبت : من حق اي رفيق ان يسعى لاحتلال اي مركز داخل الحزب، لكن باتباع الوسائل المبدأية. و مشكلتك انك لا تتبع هذه الوسائل. فانت تعمل على" تكسير" من تعتقد انه يمكن ان ينافسك على هذا المركز و تشويه سمعته،هذا فضلا عن انك تسعى الى تكوين بطانة تدين بالولاء الشخصي لك،و" تستزلم" آخرين ليعملو مخبرين لك، بدعوى التصدي للنشاط"التخريبي". و من يومها ساد علاقتنا البرود.
كنت، رعم انتقادي لبعض اساليبه، اكبر فيه جراته و روح المبادرة لديه.
فهل كنت عدوا للحزب عندما انتقدته انتقادا قاسيا، و قفد كان يحتل مركزا بارزا في القيادة؟ و هل انا" تحت ابطه" عن عندما اكبر فيه الصفات الأيجابية التي يمتلكها؟
يبدو لي ان مشكلة الكثير منا هي النظرة وحيدة الطرف لدى تقييم هذا الشخص اوذاك، او هذا الموقف، او هذا النهج اوذاك، ما يمنعنا من اتخاذ موقف موضوعي، يحيط بالظاهرة، شخصا كانت ام موقفا او نهجا، من جميع جوانبها.
• * مواصلة للسجال بيني و بين الصديق يحي الشيخ. و كان كتب قصيدة" تبا" استهدف فيها الرفيق حميد مجيد موسىى السكرتير السابق للجنة المركزية للحزب باسلوب اعتبرته غير موفق. فاعتبر اني كنت" تحت ابط " الرفيق السكرتير، رددت باني كنت" تحت ابط" الحزب و لست نادما على ذلك .