المنبرالحر

اقليم كوردستان يتوهج حباً على خارطة العالم/ فوزي الاتروشي

اربيل والسليمانية ودهوك، لم تعد مجرد أسماء لمدن متوزعة على الخارطة، ولم تعد ضمن  ملايين الأماكن التي يمر بها الناس مرور الكرام دون ذكر او اثر او إعادة استرجاع في الذاكرة. أنها الملاذات الآمنة التي تشع يومياً وتتغير وتتطور وتزداد اخضراراً على خارطة العالم. السليمانية ذاكرة ثقافية مزدحمة بأسماء الأعلام والشعراء والكتاب والوهج الثقافي الذي لاينقطع. انها مدينة ( بيره ميرد) و(فائق بيكه س) و(نالى) و(سالم) و(شيركو بيكه س ) ومدينة اللون والضوء والحركة النسوية الناشطة, مثلما هي مدينة المقاومة والرئة التي يتنفس منها الجميع هواء الحرية. لذلك تم اختيارها عاصمة ثقافية لاقليم كوردستان، وهو لقب يليق بهذا البستان الثقافي والادبي المعطاء. واربيل القلعة والمنارة القادمة من اعماق التاريخ والمعانقة للمستقبل، غدت في زمن قياسي البقعة الاكثر وهجاً للمستثمرين والسياح والفنانين والادباء والمؤتمرات العلمية والفكرية تأتيها من شتى البقاع.

والدليل كل هذا السيل من فناني الصف الاول من العرب، الذين يحيون لياليها ويزينونها بالحب والألفة والجمال. ولذلك حصلت بجدارة على لقب عاصمة السياحة العربية لعام / 2014 .

فالتنمية في هذه المدينة لم تعد مجرد عمارات ومكاتب وشقق ومجمعات سكنية رغم اهمية هذا القطاع, ولكن الامر تجاوز ذلك الى اكتناز المدينة بالفن والأدب والحفلات والندوات والمتابعات النقدية وهذا مايجعل التنمية تأخذ مداها الاوسع اجتماعياً وثقافياً وفنياً وانسانياً .

اما دهوك التي سبق ان سميت بجنة العراق، لعدم وقوع اية جريمة ارهابية فيها منذ عام 2003 لغاية الان، فانهــــا لم تعد مجرد شريط سكـــاني قابع على سفح الجبل الابيض, بل حاضنة لثقافة وتراث اهل بهدينـــــان في الموسيقى والادب والفن, ومكتبتها البدرخانية عامرة بالكتب. وهي المدينة الحائزة على اكبر عدد من المواقع السياحية التي عشقها ملوك العراق, وما زالت محل جذب للقادمين الى هذه المدينة العامرة بالتنوع السكاني, المسلم والمسيحي والأيزيدي, حيث القرى متآلفة ومتعانقة ومتصالحة وحيث الدين جسر اخضر بين السكان وليس قنبلة موقوتة.

ان مواقع مثل عقرة, العمادية, زاخو, سولاف, سرسنك, اتروش, معبد لالش الأيزيدي كلها باتت تنبض بالحياة ليس سياحياً فحسب، كما قلنا، بل وثقافياً ايضاً. وهذا ما يضع الزائر لمحافظة دهوك امام مدينة حبلى بالامان والعطاء والوعود المستقبلية، لا سيما حين ينتهي العمل في مشروع مطار دهوك لتزداد وتيرة اتصالها بالعالم اسوة بأربيل والسليمانية.

جميل ان يتصدر الإقليم واجهة الأخبار، وان يكون احياناً كثيرة الخبر العاجل في الإعلام. ولكنه خبر عاجل على هيئة بشرى للبناء والانجاز والعطاء اليومي، وليس خبراً عاجلاً حول تفجيرات الارهاب وعدد القتلى والجرحى .

هنيئاً للإقليم وهو يصبح بستاناً حافلاً بالبراعم على الخارطة السياسية للعراق والعالم .