المنبرالحر

طلبتنا.. والهوية الوطنية / عبد الكريم جعفر الكشفي*

لقد عانى قطاع التربية والتعليم من الإهمال والتهميش في ظل النظام الشمولي السابق الذي وضع التربية والثقافة وكل ما هو مشرق تحت وطأة السلطة الثقيلة واليوم يعاني نفس المصير في ظل حكام جهله اتعبنا جهلهم وأمية تصرفاتهم فتدهورت الهوية الوطنية بشكل لا مثيل له بسبب السياسات الخاطئة وفقدان الأمن والأمان ملئ قطاع التربية بناس غير مهنين من أنصاف المتعلمين ما تعانيه الأبنية المدرسية المتهاوية والدوام غير صحيح، فتدنى التعليم الذي يعتبر عصب الحياة ووصل إلى الهاوية مما أثر سلبا على الهوية الوطنية فانتشرت اللاابالية وانخفض المستوى العلمي لدى الطالب والمعلم فصارت المدارس خاويه.. إن لكل شعب من الشعوب مجموعه من السمات التي تمثل جزءا يمكن اعادته إلى موروثات تاريخيه تفعل فعلتها.. فالهوية الوطنية هي في العادة تسبق الوعي الجمعي كما أنها تنتقل عبر المجتمع ابتداء من الأسرة الصغرى مرورا بكل التجارب التي يمكن أن يعبر عنها الفرد من أيامه الأولى حتى وصوله إلى حالة النضج وعيا وفكرا وممارسة.
والهوية مرتبطة بالثقافة والوعي والمصالح المعاصرة. .. ان الجانب المشرق من التاريخ وحتى الحاضر ذكر الكثير من الممارسات الأثيرة التي تبرز الهوية الحقة.
و الهوية الوطنية الجمعية لدى أبنائنا الطلبة يمكن أن تذوب في ظل سلسلة من الأحداث المأساوية التي نعيشها كل يوم بسبب سياسة الدولة غير المدروسة.. إن ترسيخ مبدأ الهوية عند أبنائنا الطلبة يتطلب قاده سياسيين عركتهم التجارب وتربويين مهنين يؤسسون لهوية حقيقية.
وازاء هذه المعضلة الكأداء ينبغي العودة الى تجارب الشعوب والقادة التربويين وحملة الأفكار النيرة وأصحاب الخبرة التربوية والتعليمية حتى نحل كافة مشاكلنا في هذا المجال ما صعب منها وما استحال واذا تعذر ذلك علينا أن ندفع السلطة والقادة التربويين وأصحاب الحل والعقد لإيجاد بدائل كي نحل تلك المفاهيم للوصول إلى الأمل المنشود.. إننا مع الأسف الشديد ما زلنا قابعين تحت عباءة التاريخ وما أفرزت من صراعات طائفية وقومية وعرقيه ونخشى أن نغادره كي لا ندخل في المجهول وفي واقع الأمر أن مشكلات تاريخنا لا تقل هولا عن مشكلات حاضرنا وإنما الموقع والموقف الاستراتيجي كان مختلفا.. إن غرس مبدأ الهوية الوطنية لدى طلبتنا الأعزاء ضمانة أكيدة لقطع الطريق أمام عودة الأحزاب الشمولية والاستبدادية .. لا شك أن المأزق الذي تواجهه الهوية الوطنية مع تشابك الأمور وتفاعلهما هو الأكثر صعوبة من أي مرحله سابقه خصوصا أننا وسط هذا التداخل القادم من كل الجهات والذي يداف فيه السم بالعسل مما يزيد الوضع تعقيدا ....ختاما أن ترسيخ وتفعيل مبدأ الهوية الوطنية هما السيف القاطع لكل من تسول له نفسه المساس بالعملية التربوية وبعراقنا العزيز.
ــــــــــــــــــــــــــــ
*مدير عام تربية ديالى السابق