المنبرالحر

متى تدق الساعة؟؟ 2 / د. ناجي نهر

فى القسم الاول من المقال اشرت الى ان الساعة ستدق فورا ، لتوفر شروطها الذاتية والموضوعية من ظلم وفقر ودماء: ولكنها تأخرت لاسباب لها علاقة بامكانات الشعب العراقي والثوار ذاتهم .. ساوجزها كالتالي :
1 – ما زال بعض الساسة والثوار واكثرية الشعب العراقي لم يحسم تحليلاته لما يجر على ارض الواقع لكي يتخذ القرار النهائي، فما زال الشعب فى حيرة من امره فاغرا فاه متعجبا من مرور عشرة اعوام على سقوط الطاغية العميل الاول للامريكان ،والعراق يتردى من سئ الى اسؤ ويعود بثقافته وبتطوره الفكري والتقني الى الوراء متخلفا عن ثقافة العصر التي ركبهتا الشعوب فوصلت من خلالها نحو تقدم فكري وتقني وانساني ملحوظ.. غير ان العراق وشعبه قد فقد امله فى التغيير الافضل ، وبقى خائفا وجلا مترددا حتى من ذكر مفردة التغيير ،ضنا منه بان اي تغيير قادم سيكون تغييرا نحو الاسؤ ، لكنه مع تجذر هذا الضن، فسوف لن يصبر طويلا وسيركب موجة التغيير لا محال.
فالشعب العراقي معروف لدى جل مناضلي العالم بانه شعب باسل ومقدام ، ولن يصبر على ضيم طويلا، بخاصة والمأساة ثقيلة وجارحة وتلفه من كل جانب ومكان ،والدماء البريئة يتصاعد مدها بالساعات والايام ، ويتعالى صوت جريانها فى مسامعه ووجدانه يطلب الثأر والاسراع فى حسم هذا الوبال المسئ لسجايا الانسان ومآثره الخلاقة.
2 - ان اكثرية الطبقات الفقيرة من الشعب العراقي ، واكثرية الساسة لا يحسنون استخدام الشبكةِ العنكبوتية لوسائل الاعلام والاتصال بسبب تخلف التوعية التقنية فى مؤسسات العمل الحكومي والجماهيري ،وبذلك ظل الاكثرية يجهلون ما يدور فى فلك عالمهم الواسع من احداث وتطورات ،وعاجزون عن التوغل بين أحشا ء الدنيا واختراقَ فضائها، لكي يتدبروا امرهم فى سبر غوره ويتكمنوا من وصفه وتحليله ويتحركوا فى مداره وقيادته كما يجب. فالفيس بك على سبيل المثال لوحده هو مما يعد ثورة ثقافية وحضارية عظيمة باستطاعة الانسان المطلع تحويله الى مدرسة تصاعدية تتعدى حدود الجامعات والدراسات العليا، او تحويله الى بيتاً لسعادته وافراحه وصيانة صحته، او تحويله الى بيتاً لاتراحه واحزنه وعلاج عاهاته، او تحويله الى بيتاً لقضاء حاجاته مهما عظمت وتزايدت .
3 – المفارقة التي يدور اكثية المظلومين فى فلكها ،انهم يطلبون حريتهم وسعادتهم ،واسباب عيشهم من الآخر ، وهم يعلمون ان هذا الآخر واقع في مستنقع الاستعباد للمال والشهرة والعمالة ،وقد اضحى هو ذاته عميلا وكذابا وصانعا للقلق والمرض، وخالقا للخوف ومبتكرا للحروب ،وخاضعا لهيمنة المثال المربك ،وتقاليد القبيلة المهلكة وثقافتها المتخلفة عن ثقافة العصر !!
4 – لذلك يحتاج الشعب وطلائعه الى معرفة حركة الحياة وقوانينها الطبيعية ،اوالمصنعة بفعل العلم التفني وحاجة الاستعمار وتنافسه الاقتصادي مع غيره من الاحتكارات العالمية. وبحاجة ايضأ الى معرفة كيفية دوران عجلة النظام الإقتصادي الاستعماري الجديد" المنتج للحروب الكبرى والصغرى ،ولماذا جريان الدماء البريئة فى كل مكان ، من أجل السيطرة على منافذ الثروة الأرضية والطاقة المحركة للانتاج وزرع الشركات الأمريكية العالمية العابرة للقارات ،والهادفة الى الهيمنة والاستغلال وسرقة ثروات البلدان الصغيرة بوسائل كثيرة واخطبوطية من اهمها طرق (صيد العملاء) الخادعة للبصر والحواس والمضللة للوعي ،ومعرفة مدى اخطبوطيتها وحجم تأثيرها وعبقرية صنعها للاحداث المختلفة ،والاهم من كل هذا هو جهل الشعب باحابيل ودسائس وكالة المخابرات المركزية الامريكية ((cia المصنع الاوحد لكل ما يدور ويسمع ويرى على كوكبنا ،فبقدر ما "يتضخم" الخطاب الأمريكي فى التزوير والتضليل والتهويل والتكرار والتهريج، فهو ما يعني انه سيتم تمريره بسرعة وسهولة، فيصبح لدى السامع أكثر بداهة ووضوح و أكثر مقبولية ومصداقية خادعة.. اضف الى ذلك ان ((cia هي التي تصنع وتخطط وتنفذ السياسة الامريكية بكل تفاصيلها ، بما فيه (اختيار الرؤساء) المطيعين طاعة عمياء لتنفيذ مقرراتها ، بما فيه صنع خطابهم ونبرة اصواتهم ، سواء كان فى تهديداتهم او توسلاتهم واظهارهم كالحمل الوديع الخادع لعيون السذج ،اوالذين لم يسبروا غور السياسة واحابيلها بعد.
فما نراه من مد وجذب فى سياسة أمريكا ،ما هو سوى فبركة خادعة ليس غير، فلا احد من العملاء بقادر على ان يتجرآ على ما يرسم له ،لان من يتجرأ على الخروج على ما ترسمه ((cia معناه الموت الزؤام حتى للرؤساء، وهو ما حصل فعلا الى الرؤساء الامريكان [ابراهام لنكولن وجون كينيدي] وما حصل الى الرؤساء العملاء العربان [صدام والقذافي ،ومبارك وزعماء القاعدة وغيرهم الكثير.
5 - فلقد بات من الحقائق الموثقة بان رؤساء الدول العربية العملاء العربان ،كانوا هم ووعاظهم ، ولم يزلوا السبب فى تخلف شعوبهم ,وهدم مستقبل مجتمعاتهم ،وتخريب معتقداتها الروحية وعلومها التطورية ، وجعل الدين سببا لتحطيم الحياة،و عبئاً ثقيلاً على الناس ،والناس سكوتا خانعين وصابرين على هذا الواقع الاليم والمخزي والمخالف للسنن الانسانية العادلة ، فالتقدم وبناء مستقبل المجتمعات لايتم الا بالعمل المنتج ، وبالتوعية المستدامة المتصاعدة التجديد ،وتسخير البرامج الحكومية نحو التعليم وتخصيص الموارد الكافية للتعلم والبحث العلمي والتطوير وإقامة اسس البنى التحتية القوية، ذات الصلة بانقاذ سكان العالم وتمكينهم من مواجهة تحديات المستقبل ، لكي يزدهر الانسان والعلم والتكنلوجيا سوية لتحقيق تطوير افضل.
فنحو هذه المثل وهذا الهدف العظيم سستتجه الثورة القادمة على التو، فهو هدف الخلاص.. فالنسارع مع الجموع الهادرة الى الالتحاق بهذا الركب المناضل ،والعمل والتضحية من اجل نجاح الثورة.. فلا خلاص للعراق ،ولا مستقبل لمجتمعات العالم الثالث الا بها.. فالى امام..