المنبرالحر

ما فاتـهم قوله / قيس قاسم العجرش

هذا ما قالوه: إننا طائفيون متقاسمون، وإننا على العهد باقون (طائفيون، متحاصصون، مليشيويون)، إنظروا كيف تتوهمون أننا على إفتراق؟ بينما نحن متفقون على أن لا مخرج مما أنتم فيه، وحدنا سنحتكر الحلول وهي حلول لنا ولنا فقط.
سنصوغ مواثيقنا بما يتناسب مع ما صغناه سابقاً ونفذناه فيما سبق، لا مراجعة ولا تراجع.
نقول:إن تجربة المواثيق كلها فشلت في ما مضى،هل تذكرون ميثاق مكة ؟ لم يبق منه سوى تسجيل يوتيوب قصير يظهر فيه حارث الضاري يمثل دوراً في فلم الرسالة، وهو مثل غيره ينتهز فرص التقريب المزعومة ليزيدها ناراً ولهيباً.
إن الميثاق، أي ميثاق في الدنيا أو التاريخ، إنما يستمد موثوقيته من المستوثقين به أولا.
إنه عهد يختبر إرادة المتعاهدين ورغبتهم في الحل، ومعها إعترافهم بأن هناك ما يستدعي التواثق من أجله بعد أن كان حبلاً سائب النهاية.
مرة أخرى، نحن إزاء خطاب الإستثناء، أو أقل من ذلك .
إنه خطاب يهدف لإيصال رسالة زيف في معظمها، لأنها لم تنبع أبداً من المسير نحو خلق الدولة، الدولة التي لم تولد بعد عندنا في العراق.
الوصف المستفز «السلم الإجتماعي» الذي حمله الميثاق السياسي الأخير، يشير بطريقة مرتبكة لكنها أفعوانية تمتلك وسيلة الحيلة، الى أن المجتمع في حالة من الإحتراب والاقتتال.
أكثر من ذلك، وقبله بخطوات شن المستوثقون أنفسهم هجمة خطابية على وسائل الإعلام «الإنتهازية» التي تفت في عضد تجربتهم وتثبطها وتنزل بها الى الحضيض.
وسائل إعلام «لـئيمة»! أفقدتهم على ما يبدو طعم العسل في افواههم كله فباتوا يشعرون بالحرقة بعد «التلمض» به.
لم يكتفوا أبداً بوسائل إعلامهم التي تؤله وتصبغ وتلمع وترفع وتكبس. كانوا يريدونها كلها ...تسع وتسعون زوجة ويبحثون عن الزوجة المئة. كما في القصة القديمة الشهيرة.
لكنهم يقولون بملء افواههم :إهدأوا، إسكنوا ريثما ننتهي من هذه الحفلة التقاسمية القادمة ، ما بالكم تتظاهرون وتريدون أن تغيروا ما دأبنا عليه لعشر سنين مضن؟
هل ضروري ان نذكركم كيف كانت تتعامل معكم السلطة في الحقبة الدكتاتورية، كي ترضوا بما قسم الله من أمركم على أيدينا؟
اهدأوا فما هي إلا سويعات طائفية نتحاصص فيها ثم نمضي معكم الى الأمام، في مستقبل هنيء بالتقاسم والتوزيع والتكريس لقوانينها وبما في ذلك قسمتكم أنتم الى أشلاء!
جوابنا :صحيح...كل ما تقولونه صحيح.
سننتظر لكننا نعرف أن لا جديد يأتينا منكم .
سننتظر الى يوم قريب جداً، سيفاجئكم الشعب «القديم»! بكيف أنه قرأ رسالتكم هذه (ميثاقكم)، الذي كـتب على جذع شجرة في دكان قصّاب.