المنبرالحر

عاصفة شباط الأسود تنال من مربي متوسطة الوثبة / قاسم عناد

على ضفاف دجلة وبالقرب من القصر الجمهوري في الكرادة تقع متوسطة الوثبة التي كانت تزهو بكادرها التدريسي الذي عشق الوطنية والوطن فهم يتغنون بثورة تموز ويبشرون بأمل التقدم والحرية من اجل وطن حر وشعب سعيد.
تناخت هذه النخبة على تقديم العلم والثقافة لأناس جاؤوا من اجلهم، هم ابناء الكادحين في مناطق صرائف الشاكرية والكريمات والشواكة كانت ايام عرس لنا نحن ابناء الكادحين ونحن نرى مديرها احمد اسعد عبد الكريم والاستاذ صفاء وعبد الكريم والاستاذ المتولي والاستاذ الشهيد متي الشيخ صاحب الصوت الملائكي ذا القوام والهندام الساحر يدرس الانكليزي والعلوم ودروسا اخرى، لطيفاً يمازحنا وكأننا أصدقاؤه وإخوانه.
مرة تأخرت عن دخول الصف وكان الدرس الانكليزي في الصف الاول فسألني بالإنكليزية لماذا تأخرت؟ اقتربت منه خجلا واجبته بهمس بالعربي كنت في الادارة فرد علي «أنسر ان انكلش». صفنت ولم اعرف سوى كلمة بكوز فأجبت بكوز يم الادارة فضحك وضحك الطلاب. وفي يوم طلب منا بأسلوبه الابوي الرقيق ان لا نحرم من هو احق بنسبة اعفاء شراء الكتب فلم يرفع احد اصبعه والح علينا فرفعت اصبعي مع صديقي غالي رشك الذي قال ان اباه شرطي في الشمال. ونحن نعيش هذا الحلم الجميل وبين اساتذة يحق القول عنهم انهم رسل الانسانية يحنون علينا يشجعوننا على الدراسة والنضال ضد الفقر. وفي غفلة هبت رياح شباط الاسود لتطيح بهذا الكادر الفريد في هجوم بربري استهدف المثقفين، فكل مثقف هو شيوعي عند رعاع البعث.
وهنا يجب ان نقف بإجلال واحترام لرمز التضحية والشجاعة، للشهيد متي الشيخ الذي اقتيد من داخل مركز شرطة الكرخ للنيل من كرامته واذلاله واجباره ليهتف امام مجموعة همجية من قطعان البعث بسقوط الحزب الشيوعي! فهتف المناضل الشيوعي الخالد متي الشيخ عضو اللجنة المركزية: نموت ويحيا الحزب الشيوعي، وهنا اطلق مجرم رصاصته نحو وجه الشهيد من رشاشة العار البور سعيد، لتلتصق عويناته بوجهه الكريم فغابت شمس الحرية عن العراق ومتوسطة الوثبة التي تشتت كادرها في زنزانات الموت وغياهب السجون.
المجد والاكبار للشهيد متي الشيخ ورفاقه، والعار للبعث العفلقي وتبا لـ8شباط الاسود.