المنبرالحر

8 شباط ومقاومة الشيوعيين في الكاظمية / عباس رحمة الله

لم يكن 8 شباط 1963 يوماً اعتيادياً، صادف الجمعة الرابع عشر من رمضان، وقد فجر احاسيس الناس الوطنية تجاه زعيمهم الشهيد عبد الكريم قاسم بعد ان نجح الانقلابيون الفاشيست في السيطرة على مرسلات الاذاعة في ابي غريب ليذيعوا البيان رقم (1) في الساعة الثامنة والدقيقة العشرين صباحاً.
صدم اهالي الكاظمية ولم يصدقوا بما يحدث فتوجهوا بحشود غفيرة الى منطقة باب الدروازة يهتفون بحياة الزعيم عبد الكريم قاسم وينددون بالانقلابين الخونة ويعلنون استعدادهم الكامل لمواجهة الانقلابيين بكل قدراتهم وامكانياتهم دفاعاً عن الوطن ومبادئ الشعب.
ان الشيوعيين وانصارهم في الكاظمية ضحوا بأرواحهم و دمائهم الزكية في 8 شباط والاحداث الدموية التي اعقبته وهم يصدون الهجمات البربرية للانقلابيين، وإن من مهد الطريق لارتكاب تلك المجازر هم الخونة المتسترون بالغطاء الديني المزيف من اهالي الكاظمية.
تشرفت مدينة الكاظمية الباسلة باحتضان ابنائها المقاومين ضد الانقلابيين المرتزقة في محلاتها وازقتها الضيقة، وخاصة منطقة ام النومي التي كان الانقلابيون من الحرس القومي يبحثون فيها عن المناضل البطل الشهيد سعيد متروك، الذي كان يعرفه الكواظمة من الرياضيين المتميزين في كمال الاجسام والمصارعة والسباحة. وقد قدم الشهيد حياته قرباناً إلى الوطن والحزب ومدينته الباسلة الكاظمية.
ورغم مرور 54 عاماً على تلك الاحداث الدموية الا ان إحياء هذه المناسبة يعيد إلى الاجيال ذكرى الامجاد والبطولات وبسالة الشيوعيين والوطنيين ضد الانقلابيين واعمالهم الاجرامية.
ان ذكريات 8 شباط تحمل في طياتها الكثير من الأحزان والشجون بسبب ما اقترفه الانقلابيون من آثام وفي المقابل أثبت الشيوعيون اثبتوا للقاصي والداني انهم المدافعون عن الوطن والشعب. ورغم ان كفة التسليح لم تكن وقتها متساوية والشيوعيون وانصارهم يتسلحون بالمسدسات وبعض البنادق فقط بينما بالمقابل استخدم الانقلابيون شتى انواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، فقد واجه هؤلاء مقاومة عنيدة من قبل الشيوعيين الابطال وابناء الكاظمية الشرفاء.
ينبغي ان نستذكر دائماً ابرز الاسماء التي وضعت بصمتها في الملاحم البطولية المقاومة للانقلابيين، ومنهم الشهيد البطل سعيد متروك ومنهم أيضا عبد الوهاب المنذري وفؤاد شندي وحميد الدجيلي وعبد الرسول محمد امين ومحمد رحمة الله والاخوة طالب وجواد وسامي احمد سلطان وضياء رفعت. مع مع كل الاحترام لذكرى من لم يتسنَّ ذكر اسمه.
لقد سطرت الكاظمية والحزب الشيوعي العراقي معا بطولات مجيدة فلا يمكن فصلهما عن بعضهما. والكواظمة القدماء كلما تذكروا استبداد وظلم الانقلابيين، تذكروا بطولات وبسالة الشيوعيين في 8 شباط الدموي..
الخزي والعار للانقلابيين الفاشيست
المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية.