المنبرالحر

حكم قرقوشي ! / أسامة عبد الكريم

حادث ..تدخلت أعداد كبيرة من قوات الأمن الخاصة او ما يسمى مكافحة الشغب بشكل مفاجئ ــ ظهر السبت ، ١١ شباط / فبراير ٢٠١٧ــ وأطلقت أعيرة النارية (الرصاص الحي ) والمطاط من مسافات قريبة والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في بغداد ..مازال وسيظل حادثاً مؤلماً مؤسفاً، يثير مشاعر الملايين ، ويغمرهم بالغضب والاستهجان والحزن لفقدان اكثر من ثلاثمائة مصاب و عشرة شهداء التي فاضت روحهم في شوارع التي تحيط بالساحة التحريرعلى أيدي مجموعة من الأجهزة الحكومية نتيجة اوامر من ضباط مستهترين تصرفوا بعنجهية وغير مدروسة !.
وسرعان ما قام رئيس الجمهورية و رئيس مجلس النواب و محافظ بغداد بطلب من رئيس الوزاء حيدر العبادي، التحقيق في أعمال العنف، وتقصي الحقائق بشأن الممارسات غير المشروعة التي خرجت عن الوجه الحضاري للمظاهرات السلمية للشباب..ومن الضروري اتخاذ ما تراه لازماً، من تنسيق مع اللجنة المركزية للتظاهرات ولجنة برلمانية للحقوق الانسان ، من سماع شهود واستيفاء معلومات،و الاطلاع بتزويد اللجنة بكافة المعلومات والبيانات وحتى الاتصالات بين الضباط في ساحة التحرير لحماية المظاهرات..ويثير في ذهني عدة اسئلة ومنها : هل كان استعمال الوات الامنية للقوة لازما في مواجهة المتظاهرين سلميا ؟..وهل هناك من اصدر أمر من سلطة عليا باستعمال الأسلحة النارية لتفريق المتظاهرين؟.. ولتذكير ان العراق عضو في هيئة الامم المتحدة ، حيث نصت المادة الخامسة من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم ١٤٤/٥٣ بتاريخ ٩ ديسمبر سنة ١٩٨٨الخاص بحماية الحريات الاساسية يكون لكل شخص الحق التجمع السلمي ان كان بمفرده او مع غيره..والمعلوم ان وزير الداخلية هو الذي يحدد بقراره منه الإجراءات في كيفية توجيه الإنذار وتقديم النصح واستخدام العصي أو الغازات المسيلة للدموع .. والاهم من هذا ينبغي عند إطلاق النار في الفضاء مع مراعاة الحيطة التامه حتى لايصاب احد الأبرياء ويجب أن يكون عند إطلاق على الساقين النار لا على الوجه!...قيل عن حاكم مصاب بانخفاض الضغط ، وصداع نصفي ، و وصف له طبيب باكل الملح ، فاعطى تعاليم لوزيره بجلب الملح من القرى قريبة من البحر..لكن اهالي القرية التي يعتمد رزقهم على الملح اصابتهم الخيبة حول الظروف المعيشة ، فذهبت مجموعة للمقابلة الحاكم فأعترض الوزير ومنعهم بحجة أن السلطان مريض ، فرجعوا الى بيوتهم خائبين . اثناء ذلك، قررت مجموعة من اهالي القرية لحماية رزقهم وعوائلهم ، ان يفكوا الجسر الذي يربط بين المدينة والقرية ..وعندما وصل الوزيرمع حمايته الى القرية، حملوا اكياس الملح على ظهور البغال وساروا الى النهر وعندما نزلت البغال الى نهر سرعان ماعبرت النهر بسرعة نتيجة ذوبان الملح في النهر.