المنبرالحر

تحية لقواتنا البطلة / جواد وادي

يوما بعد يوم ومن خلال تسطيرها الملاحم البطولية، يتأكد للعالم بشكل لا يدعو للشك، بأن الجيش العراقي وبكل تشكيلاته العسكرية، مدعوما من قوى الأمن الداخلي وصنوف عسكرية أخرى، وبحضور ودعم مساند وقوي من لدن الحشد الشعبي بمنتسبيه الأشاوس، دون أن ننسى ما لنسور الجو من منتسبي القوة الجوية الأبطال وما يسطرونه من ملاحم أسطورية، وقبل هذا وذاك، المساندة الفاعلة بالوجدان والدعاء والاصطفاف الجماهيري اللافت للوقوف خلف قواتنا الجسورة، وحجم التضحيات التي يقدمونها في ساحات الشرف والكرامة، لدحر فلول البرابرة والظلاميين من منتسبي دولة الخرافة ومن يروج لها، ومن يدعمها، ومن يمولها، ومن يراهن على انتصاراتها الوهمية التي تستوطن عقولهم الرثة، سواء أكانوا دولا أم فلول بعث مندحر، ومن يلف لفهم من قوى ظلام وتخلف، دافعين بأجسادهم النتنة، إن كانوا عراقيين أم عربا أم متأسلمين أجانب، لاستهداف العراقيين الطيبين، حين اختلطت الأوراق وتكالبت على العراق والعراقيين هجمات مسعورة وأحقاد دفينة، بعد سقوط نظام البعث الفاشي، الذي كان من ألد أعداء الاستقرار في المنطقة وما سببه من ويلات وكوارث للعراق والمنطقة، ولكن الحقد الطائفي الذي يعمل بقوة بمفاسد، وضغائن مراهنين على افساد التجربة العراقية الجديدة، التي جاءت بديلا لأعتى نظام فاشي كوني، ولكنها وللأسف الشديد تحولت هذه التجربة التي كم راهن عليها العراقيون، للاستشراف على مستقبل زاهر خالٍ من الحروب والقمع والمطاردات، مستقبل بناء وتعمير وحياة سعيدة، حالمين بأن القادم سيكون أجمل وأبهى، خصوصا أنهم ينتمون لبلد يعج بالخيرات والثروات والعقول النيرة والماضي النير والتليد، ولكن ويا أسفاه، كان البديل كارثيا، والصدمة كبيرة، وأشكلت الحياة على العراقيين بكل تفاصيلها، وظهرت النياب المفترسة، ومخلوقات لا حصر لها من مصاصي الدماء الجدد، وأحالوا البلد الخارج للتو من محارق صدام، إلى مرتع من الفساد والتردي القيمي واللصوصية، وانعاش الحس الطائفي، وتفتيت الشعب العراقي المسالم إلى شيع وأحزاب وقبائل وطوائف وكتل، وراح كلٌ يعزف على وتر المحاصصة، والهدف كان واضحا لمن لا يعرف أبجدية السياسة، ولكنهم وبخبث فاق حيّل الأبالسة، حركوا الوجدان الديني والعاطفي الذي يعرفون جيدا أنه يشكل بوصلة قيادة الناس البسطاء، وشرعوا يكرسون النزوع المذهبي الذي يقينا أنه يحظى باحترام كل العراقيين إذا ما تم ومورس بطقوس دينية وروحية، لا علاقة للسياسة وأهدافها اللعينة بتوجيهها واستغلالها وجعل بسطاء المؤمنين، وسائل للاستغفال ليتسنى لهم نهب أموال الفقراء وتبييض أموالهم والاستئثار بخيرات العراق، بعقود وصفقات وشراء ذمم، وأغداق العطايا والامتيازات والهبات لمن يقترب من أحزابهم وكتلهم، مكررين ذات السلوك البعثي المهلك، مع الفارق أن البعثيين كانوا يعملون لصالح حزبهم الفاشي، أما هؤلاء فكانوا يعملون لأحزابهم وفصائلهم التي لا عد لها، مع غياب روح المواطنة وحس الانتماء للعراق والعراقيين، وأدخلونا في نفق طائفي محاصصي خطير، لا نعلم متى نخرج منه وكيف السبيل للخلاص من ربقته القاتلة.
أمام صيغ الصبينة السياسية هذه التي أوصلت البلد إلى تدني محلي ودولي في كل المستويات لبلد كان يقام له بكل فخر واعتزاز، مما أفقد احترام العالم لنا، أمام كل هذا الخراب، بزغ أمل جديد للعراقيين، بأن جيشهم المقدام بكل صنوفه المباركة، وقواهم الأمنية البطلة، وأفواج من متطوعي الحشد الشعبي الأشاوس، ومن جميع الأطياف والنسيج العراقي المتعدد الألوان والمشارب، هؤلاء جميعا زرعوا روح الأمل من جديد، بأن هذا الشعب مهما تكالبت عليه صروف الزمن وأوابده، فأنه شعب حيٌ، دائم التجدد والعطاء، ولا يمكن أن يستسلم أزاء الرياح الصفراء التي هبّت وما فتئت تهب عليه من الداخل والخارج، ما دام يحتكم على رصيد حضاري وفكري وموروث يعتز به العالم قبل العراقيين، وهنا يكمن سر بقائه ومجابهته لأعتى الهبات التي بإمكانها أن تنهي شعوبا ودولا أخرى، أما بلد الحضارات والقيم الخالدة فلا يمكن أن تهزه رياحهم ومن أي اتجاه تأتي، لقوة شكيمته وبطولات أبنائه البررة.
تحية من الأعماق لأبطال جيشنا الباسل وكل المقاتلين الشجعان الذين بثوا فينا أمل الحياة الحرة الكريمة، لنا ولأجيالنا القادمة، وأن نرفع رؤوسنا من جديد بشموخ وعزة، بعد أن نكّسها اللصوص والسارقون، وعديمي الشرف والكرامة، وذلك بدحرهم لقوى الظلام الغاشم التي أذهلت أعتى الجيوش وأكبر الدول المتقدمة، لتحول ظلاميي داعش وفلول البعث إلى جرذان خائفة ومنهزمة، كعهدنا بهم دائما، مانحين الدروس والعبر لكل من يشكك بقدرة العراقي، بأن الجيش العراقي هكذا هو، المعروف بصولاته وهباته البطولية على مر العصور والأزمنة من تاريخه المجيد، ما أن يكون مستهدفا من قوى الضلال والحقد المسعور.
لننحني اجلالا واكراما لكل الشهداء الميامين الذين سقطوا قرابين لعزة العراق ومجده.
وليحيا العراق وجيشه الباسل وفصائله المقاومة البطلة وشعبه المقدام من غير الفاسدين والطائفيين وسارقي لقمة الفقراء.
والبقاء لك يا عراق المجد والكرامة