المنبرالحر

حاورتها عند ناصية الظلام ؟ / صادق محمد عبد الكريم الدبش

بداية تبعث على الأمل !.. مازال الكثير من نسوتنا وصبايانا .. تمتلك من الأرادة والشجاعة لتخرج من الحلقة الضيقة والمؤسفة التي وضعت المرأة فيها !.. في الدرجات الدنيا من تفكير النظام الأسلاموي ، من خلال فلسفتهم ونهجهم !.. وما قاموا به خلال السنوات العشرة الماضية ! ، بتعميق لفلسفتهم الظلامية والوائدة للحياة واللاغية لكل ما هو جميل ، من خلال ترسيخ مفهوم الدولة الدينية .. تشريعا وسلوك ونهجا وثقافة ، وكل ما أنجزوه وقاموا به يصب في الدولة الثيوقراطية ، والمعادي لأبسط الحقوق وللديمقراطية وللحريات العامة والخاصة ، وللمرأة على وجه التحديد .
أقول لكِ سيدتي وأنستي .. بأن الحياة هي معركة بين الظلم والظلام والتخلف !.. وبين النازعين للحياة الكريمة .. الباعثة للأمل وللسعادة ..للحرية والمساوات والعيش المشترك ، وأن المرأة كائن ملكوتي جميل ومبدع خلاق .. وهي لا تقل شأن عن توأمها الرجل .. وهم متساوون في كل شئ !!... أو هكذا يجب أن يكون في عراق اليوم !!.. أما هؤلاء المتخلفون والعابثون بحركة المجتمع ومحاولاتهم أضفاء شرعيتهم من الدين وبعباءة الدين ، والدين منهم براء .. من المتأسلمين والفاسدين والسارقين ، والمنتجين لكل ما هو مخالف للدين والدنيا ، ولتمرير أحابيلهم وأكاذيبهم على السواد الأعظم من الناس ، ومن أجل تحقيق مصالحهم ونزواتهم وأهوائهم المريضة ، ويقومون بشرعنة كل الموبقات والأثام والمخالفات ، وعلى حساب الدم العراقي وقوت الملايين التي تتم سرقتها جهارا نهارا !!.. ومنذ تربعهم على السلطة قبل عقد من السنين وما زالوا .
أن ما يجري اليوم على أيدي هؤلاء المتاجرين بالعراق وشعبه وعلى حساب أستقلاله ورخائه وأمنه ووحدته ، لهو يرقى الى جرائم ضد الأنسان العراقي ، وبعناد الحمقى المتشبثين بالسلطة وبأي ثمن كان !؟.. ويرفضون الأعتراف بحقيقة فشلهم الذريع في أدارة الدولة .. وينكرون لليوم بأنهم السبب الحقيقي لكل الدمار الذي حدث من غياب للأمن والسلام ، وأنهيار الخدمات والأقتصاد والزراعة والصناعة والسياحة .. والبطالة المتفشية في القوى العاملة ، وشيوع الجريمة المنظمة وتمدد الأرهاب ، وعبث الميليشيات ، وهم لا يقرون أصلا بوجود ميليشيات تمتلك أمكانات وتسليح ومؤن أكثر مما تمتلكه الدولة ، ولكنهم ينكرون كل ذلك ويرمون كل ذلك على غيرهم وعلى الأرهاب وما شاكل .
تبصير شعبنا بحقيقتهم وبما أرتكبوه من جرائم وما سرقوه من أموال ، وما أوصلوا أليه البلد من تفتت وتمزق وأنهيار وخراب !!... هو ضرورة موضوعية عاجلة ، وعدم تصديق وعودهم الكاذبة .. ومحاولاتهم كسب الوقت وتمييع المطالب المشروعة في عملية أعادة بناء الدولة ، وبأدوات جديدة وخارج أطار النظام السياسي الفاسد والسارق والقاتل والمهين لكرامة الناس والسالب لأبسط حقوقهم .
ما نراه اليوم من صور مريعة وكارثية ، لتدعوا الى الغضب والأستهجان ، وليس هذا فقط فالواجب الملقى على عاتق كل الخييرين من بنات وأبناء شعبنا التصدي الحازم لمشاريعهم المدمرة لحاضر العراق ومستقبله ، والمساهمة الفعالة والنشيطة في تظاهرات سوح التحرير ، وأغتنام كل مناسبة في تحفيز الملايين لأسترجاع الحقوق التي سلبها هؤلاء الأوغاد من الفاسدين والطائفيين والمرابين ،وعدم تصديقهم لوعودهم الثوروية المفبركة !!.. فلقد خبرناهم وما أقترفوه من مبقات وأثام ، والشواهد هي لا حصر لها ولاعد !؟.. فكيف لنا تصديقهم بعد اليوم ؟,
الواجب اليوم على كل الخييرين هو ، العمل على التأسيس لنظام عادل ومنصف وديمقراطي ومن أجل أشاعة السلام والأمن والأستقرار ، ولأعادة الدورة الأقتصادية وعجلتها للدوران ، وأعادة بناء مؤسسات الدولة على أساس الوطنية والكفائة ، ومن أجل قيام الدولة الديمقراطية العلمانية ، ولا بديل عنها أبدا ، دولة المواطنة وقبول الأخر ، ومن أجل أيقاف كل التدخلات بالشأن العراقي ، ولتمتين تماسك نسيجنا الأجتماعي ، وللأرتقاء والنهوض بعملية أعادة البناء الشامل لمرافق الدولة ومؤسساتها والمجتمع وتشكيلاته ومنظماته وهيئاته المختلفة ، وعلى أساس الوطنية والمواطنة.