المنبرالحر

لم يبق سوى الاسرة / ابتسام ابراهيم

كل صباح ننهض من آلامنا ونستذكر وجه الخير علنا نصيب بعضه رغم علمنا يقينا ان بعض الوجوه التي جاءت من خلف الردى لا تحمل بين طياتها اي خير ،كل يوم ونحن نهرول خلف احلامنا ونسامر الريح ونبتهل ونصبر علَّ شيئا خرافيا يحدث فتنمو سعادتنا وسط الضباب .
اربعة عشر عاما والقادم ربما اكثر ونحن لم نر او نسمع قرارا اتخذ لينقذنا من بؤسنا..نحن النسوة العاملات الراكضات خلف رغيف الخبز المعجون بضيم الليالي نكد ونشقى لنشد من عضد ازواجنا ونخفف من وطأة الحياة التي صارت بوجودكم امَّر واقسى ، ونتطلع بحسرة البلد الطافح على بحار النفط إلى قريناتنا من بنات الخليج وهن يتحممن بالعطر والحليب وربما بأشياء اخرى.
في الوقت الذي نسعى فيه للحفاظ على انوثتنا وسط دوامة الارهاق والتعب تطل علينا احدى بنات جنسنا وهي تغرد في اخر مودة لبيع النساء كما الرق في زمن الجاهلية !!
نبذل قصارى جهدنا في مخاطبة الناس ليشجعوا فتياتهم على العلم والتعليم وان لا يغامروا بتزويجهن مبكرا حتى تستطيع ان تبني اسرة ناضجة لا جيلا يتكاثر ولا يعرف لمَ يتكاثر اصلاً؟
يموت الرجال شهامة ويريقون على اعتاب الوطن ارواحهم وهم مطمئنون لدولة قد تتكفل بذريتهم لينبري لنا نفر يتاجر بأشلاء الشهيد .مشاكلنا انتهت ومعاناة شبابنا العاطلين عن العمل انتهت وصار بإمكانهم تأسيس اسرة بدلا من رمي انفسهم في عرض البحر علّهم يصلون الى بلاد الكفر والضلال.
بُلطت الشوارع ورجعت العوائل النازحة لبيوتها ..ولم يبق امامنا الا التخلص من عبء النسوة اللاتي يثقلن كاهل شبكة الحماية الاجتماعية!
نعم انا معك سيادة النائبة واشد على عضدك لو قمت بتأسيس مشروع يساعدنا على اعانة شركاء حياتنا حين نضطر لمغادرة العمل في المؤسسات الاهلية لطمع وجشع اصحابها وحفاظا على كبريائنا .حين تفكرين في حل لمأساة الارامل والمطلقات تذكري ان الزواج ليس مصباح علاء الدين وإلا لما رأيتِ من علمتك الحرف الاول وهي تسحل سنين العمر علها تصل الى سن التقاعد القانوني المجحف او محامية تسهر الليل لتنجلي الظلمة وصحفية تكد وتشقى لتنقل معاناة الناس او بائعة خضروات كممت كفيها بالسواد لتبقى انثى .