المنبرالحر

مفوضية الانتخابات المستقلة .. كذبة نيسان / مؤيد عبد الستار

كلما يقترب موعد الانتخابات النيابية يزداد الحديث عن مفوضية الانتخابات وتتصاعد حدة التجاذبات بين القوى السياسية العراقية التي تريد الحصول على اكبر عدد من المقاعد النيابية لتضمن حقها في الحصول على اكبر قدر ممكن من كعكة السلطة ، فالنهب يتناسب طرديا مع عدد المقاعد في مجلس النواب ، فان كان لديك 100 مقعدا تستطيع الحصول على وزارات النفط والتجارة والمالية لينطبق عليك المثل العراقي : ايدك بالدهن .
اما اذا حصلت على 50 مقعدا ، فستحصل على وزارة الصناعة ووزارة الدفاع وبهذه الحالة تكون قد حصلت على اقل من نصف الكعكة ، بمعنى تستطيع عبور الشط ، والحصول على عقود الطيارات الجيكية والدبابات المنغولية والبنادق الايطالية، اما اذا حصلت على 30 مقعدا ، فستحصل على ربع الكعكة ، ومن نصيبك وزارة واحدة سيادية مثل وزارة الخارجية ووزارة مخربطة مثل وزارة حقوق الانسان وبالكاد تستطيع الحصول على مخصصات الفنادق وبدلات السفر واجور الحفلات الدبلوماسية والمؤتمرات الشكلية والفنتازية والكونفشيوسية .
ومن يحصل على عشرين مقعدا ، فسيحصل على وزارتين غير سياديتين ، مثل وزارة الهجرة ووزارة البلديات ، وسيكون سعيدا اذا غمرت المياه بغداد ، وسدت صخرة سيزيف المجاري ، فيشتري بملايين الدولارات ( صوندات ) لسحب المياه صنعت حديثا في هاواي وجزر الكناري ، بمعنى سفرة مجانا الى المياه الزرقاء وفي الطريق الى لبنان يستطيع اصحاب الشأن بيع وشراء بعض الشقق والعمارات ووضع ما تيسر من خضراء وصفراء في بنوك الروشة وشتورا والباقي على الله .
اما اذا حصل على 10 مقاعد ، فستكون الطامة الكبرى ، ولن يمنح سوى وزارة - مجرقعة - مثل وزارة الثقافة ، حتى ينطبق عليه المثل العراقي : يكد ابو كلاش وياكل ابو جزمة . بمعنى يبقى طول السنة يزرع ثقافة ويحصد شتائم ، فاذا اخرج مسرحية تمنع من العرض لانها بلا اخلاق ، واذا اخرج فيلما سينمائيا لا يجد دار عرض - سينما - يعرض فيلمه فيها، واذا اراد تقديم برنامج تلفزيوني عن الثقافة يجب ان يبدأ بتلاوة من العزيز الحكيم وساعة لطم وبكاء وساعة جبر خواطر وساعة كذب على الله والناس باحاديث من نوع : من اكل بصل عكا كأنه زار مكة ، وبعد ذلك يحق له ان يقرأ مقام حويزاوي من تراث طيب الذكر حسن خويكه او يغني اغنية يمه يايمه للراحل داخل حسن وفي احسن الاحوال يطربنا باغنية صديقة الملاية الافندي عيني الافندي ، على ان لا يقصد بها جنجون اغا او صبري افندي ، و الا سيجد نفسه مطلوبا عشائريا للوزير الفلاني او للنائبة الفلانية وتعال ياعمي خلصني .
اما اذا كان الفائز بعدد من المقاعد التيار الديمقراطي لا قدر الله ، فسينطبق الطابق على الطبق ، وتشتعل صناديق الاقتراع بحملة من التزوير عند الله خبرها ، حتى لو يأتي بالف مقعد ، سيجد نفسه محصورا في خانة اليك - مصطلح مقتبس من لعبة النرد التي يقال انها لعبة فارسية والعهدة على ابي بكر الصولي صاحب الشطرنج - واذا حصل تدخل من ذوي العلم واصحاب الضمير والامم المتحدة واحصيت اوراق الاقتراع من جديد ووجدوا انه الفائز بـــ 10 مقاعد مثلا ، فسيرى اهل الحل والعقد انه لايستحق اكثر من مقعد واحد يتيم ، لانهم يريدون ان يتبعوا اقوال الاولين لينطبق الحال على المقال وهو انه يتيم على مائدة اللئام ، فماذا يجني وماالذي يستطيع تناوله من طعام ، او ماذا سينال من كعكة السلطة .
اقسم لكم لن يعطوه سوى وزير بلا وزراة ... بمعنى لاحظت برجيله ولا خذت سيد علي .
ودفعا لهذا المصاب ولهذه التقلبات ارتأينا ان نقترح على الحكومة العبادية ان تؤلف هيئة مفوضية انتخابات مستقله فعلا كي ينال كل ذي حق حقه على اقل تقدير ، او قل نامل ان ينال الجميع بعض استحقاقاتهم لذلك نرى تـأليف هيئة المفوضية المستقلة للانتخابات على الشكل التالي :
اختيار مجموعة المفوضين من الاقليات على الوجه التالي :
معيدي / معيدية ، كردي فيلي / كردية فيلية ، ايزيدي / ايزدية ، شبكي / شبكية ، مندائي / مندائية ، مسيحي / مسيحية ، يهودي / يهودية .... ( القائمة تبقى مفتوحة للاقليات والطوائف التي ترغب تقديم طلب الانتماء للمفوضية )
شرط ان يكون المرشح من المقيمين خارج العراق وممن يحملون جنسية عراقية واجنبية محترمة - بريطانية اوامريكية -.
على ان يمنح الفائز بالترشيح مخصصات مقطوعة لهذه الوظيفة لمدة عام واحد ، ويوقع على عقد ينص على مايلي :
اذا ثبت تقاضيه رشوة او هدية او غش يحال الى محكمة الجنايات الدولية باتفاق مع الامم المتحدة .
وان لا يكون المرشح او المرشحة لهذه الوظيفة خاضعا للقضاء العراقي ولا الى اية محكمة عراقية ويمنح حصانة من المطالبة العشائرية باتفاق جميع عشائر العراق ، ويمنع عليه الالتقاء باي سياسي عراقي خلال عام الانتخابات ، ويقيم في فندق خمس نجوم في دولة بعيدة مثل اليابان او كوريا ويخضع للمراقبة المشددة لمدة عام كامل من قبل الشرطة الدولية التابعة للامم المتحدة - اصحاب القبعات الخضر - ، ويمنع عليه زيارة العراق لمدة اربعة اعوام بعد الاننتخابات .
و اخيرا عليه ان يقسم بالقران والانجيل والتوراة والكنزا ربا والزبور ومصحف ره ش ، وملحمة جلجامش- للعلمانيين فقط - ، ان لا يخون وطنه ولا شعبه ولا وظيفته التي اوكلت اليه .
ملاحظة خارجة عن السياق :
ارجو ان تحسبوا هذه المقالة كذبة نيسان مبكرة كي لا اقع تحت طائلة القضاء العراقي او الفصل العشائري .
* كتب خارج العراق قبل موعد كذبة نيسان بيومين فقط .