المنبرالحر

المجد للذكرى الثالثة والثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي / عادل كنيهر حافظ

غدا تحل الذكرى ، ويحتفل شيوعيو العراق و ومناصروهم في داخل الوطن وخارجه ، في هذه المناسبة الوطنية العطرة التي تمتلىء الروح فيها بالفرح والغبطة وتتداخل مشاعر الفخر والاعتزاز بمشاعر الحيف الهضيمة ، على الوطن حيث لم تنصفه الايام ، رغم ما قدمه الحزب من جهد متعدد الاوجه والمجالات طيلة ما يقارب القرن من الزمن ، كلفه ذلك الكثير من التضحيات ، وأخصها قوافل الشهداء ، الذين يتقدمهم قادة الحزب الابرار فهد وسلام عادل والشبيبي والحيدري والعبلي وغيرهم من الميامين الابرار ، الا ان الحزب لم تعطل مسيرته كل الصعوبات ، بل كان وما زال وسيظل يسعى لتجديد نفسه ويستنهض قواه ، لخوض النضال السياسي والاقتصادي والفكري ، ضد كل أشكال الظلم وعدم المساواة ، وكان الموءتمر العاشر للحزب قد اكد العزم ، على المواصلة في النضال ضد المحاصصة الطائفية والإثنية التي مزقت البلاد والعباد وولدت تؤمها المشؤوم الفساد والارهاب ، وأوصلت البلاد الى الهاوية او التغيير ، لذلك يتقدم الحزب الصفوف رغم امكانياته المعروفة ، لتحقيق التغيير الذي بات هو الملاذ الأخير من الانهيار الذي لا تحمد عقباه . ولا بد من ان يستلهم رفاق الحزب العزم من ذكرى ميلاده الميمون ، ويتحفزون على المضي في درب النضال الصعب والمعقد ، في بلد يعج بملايين الارامل واليتامى ، ويفتقر الحد الأدنى من الخدمات ، وتحاصر افة الفقر والعوز اكثر من ربع سكان البلاد ، دع عنك العاهات المستديمة التي تتقدمها عاهة التفرقة بين المواطنين ، وعدم المواطنة المتساوية ، وعدم سيادة القانون ، وانعدام التداول السلمي السلس للسلطة ، والاستئثار بالقرار ، وتجاوز الجماعية في اتخاذ القرارات ، وتكريس الطائفية ، وهضم حرية الأديان لبعضها البعض ، والنظرة الدونية للمرأة ، وعدم مساواتها بالرجل في الحقوق، وبخس المجالات الروحية للفرد وخصوصا مجالات الثقافة والأدب ..... . الحال الذي يلقي اثقل المهام على عاهل القوى الوطنية واليسارية وعموم القوى المدنية ، وفي مقدمتهم الشيوعيون ، على كونهم البديل المرتجى والمؤجل بفعل قوى الاسلام السياسي واليتها المحاصصة القاتلة .... بيد ان طريق النضال الطويل وتجربة الحزب التي جاوزت الثماني عقود تؤهله في تلمس طريق الخلاص ، وربما تكون ذكرى ميلاده الثالثة والثمانين والتي يحيها مناضليه وأصدقاىهم بداية للخلاص من ظيم المحاصصة السياسية والإثنية ، وبزوغ شمس الحرية التي نذر لها الشيوعيون ارواحهم قرابين لمقدمها ، وقد مرت اكثر من ثمانية عقود من الزمن وهم وأصدقاؤهم يحتفلون بذكرى تأسيس حزبهم المجيد . حيث يجددون العزم ويستلهمون التجربة كونهم ينظروون الى حزبهم بتاريخه وأسباب نشوئه وسفر نضاله ، وينظرون اليه في حركته وليس في حالة سكون يعنى ان الحزب اليوم في حال سيكون غدا في حالة اخرى ، كونهم يعتبرون الحزب ظاهرة اجتماعية عراقية مثلما يؤثر في الظواهر هو ايضا تؤثر به الظواهر المحيطة به ، كما ينظر الشيوعيون الى آفاق تطور حزبهم اللاحقة من خلال برنامجه ، وهكذا يخلص ابناء الحزب الى رؤية ديالكتيكية كاملة ، تجعلهم شديدي الحرص في نضالهم وتملاؤهم الثقة في الحزب ومبادئه ، ولهذا يغتبط الشيوعيون بقدوم يوم ميلاد حزبهم وهم على كامل الحق بذلك,
حياكم يامناضلي الحزب الشيوعي العراقي ،وعاش الحزب ويوم ميلاده المجيد ، وعاشت الذكرى المجيدة لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي المناضل .