المنبرالحر

الذكرى الرابعة عشرة للاحتلال الانكلوامريكي للعراق / د. ماجد احمد الزاملي

ان يوم 2آب من العام 1990هو يوم ما بعده يوم ,و آثاره المأساوية لن تقتصر على احتلال الكويت وانهيار النظام العربي وان المغامرة المجنونة التي قادت الى كارثة احتلال الكويت هي مغامرة كانت تنتظرها الولايات المتحدة الأمريكية وتتشوق لها لأنها وفرت لها افتعال التداعيات والظروف التي تحقق حلمها باحتلال العراق وتحويله الى نقطة ارتكاز استراتيجية للسيطرة على المنطقة. لا يستطيع أحد أن يمنع الأعداء من استغلال النتائج العملية للتصرفات السيئة التي يتسبب بها الحكام العرب بسوء نية أو حسن نية، فعلى سبيل المثال قد استغلت إسرائيل الحرب الأهلية في لبنان لتقول إنها جزء من الصراع الديني الذي هو من طبيعة هذه المنطقة كما أنها استفادت من احتلال إيران للجزر الإماراتية ابتداء من أيام الشاه لتؤكد أن الحدود بين الدول في المنطقة قابلة للتغيير، وقد كان احتلال الكويت وهو بلد عضو في الأمم المتحدة مثالاً تمسكت به إسرائيل في الترويج له كنموذج لحقيقة الصراعات في المنطقة.
ان مسالة تقسيم العراق في الخطاب الأمريكي نجده من خلال ما قامت به قوات الاحتلال منذ العام 2003 باثارة العنف والنعرات الطائفية هو جزء من استراتيجية تقسيم العراق وتفتيته ، فالمعروف أن العراق كان دولة يتعايش مواطنيها بإخوة ومحبة دون تمييز أو تفريق سواء على الصعيد الجماهيري أو على المستوى الرسمي والوظائف الحكومية التي شاركت فيها نخب متعددة تمثل جميع أطياف الشعب العراقي , كما كان الناس يتعايشون في أحياء مشتركة تضم السنة والشيعة والكرد والمسيحيين والصابئة واليزيديين وغيرهم تجمعهم محبة العراق والوحدة الوطنية وكانوا يتزاوجون فيما بينهم ويتعايشون مع بعضهم لا يفرقهم مفرّق مهما كان عصيبا .
و النظام العراقي اتبع سياسات مبرمجة ضمن سيناريو أمريكي محكم بدأ بانقلاب عام 1968 بتدبير المخابرات الغربية وادواتهم عبدالرازق النايف وابراهيم الداود كواجهة للانقلاب الذين مهدا لعودة البعث الى الحكم. و هنالك ترابط بين وصول صدام للسلطة في العام 1978وتخليه عنها في 9نيسان العام 2003 حيث تم تسليم بغداد للأمريكيين بدون مقاومة.
يعترف محللون غربيون أن الحرب على العراق واحتلاله عام 2003 لم تكن حربا تكتيكية بأي حال من الأحوال ، بل هي استراتيجية وفقا لجميع المعايير .. ويوضح هؤلاء بأن هذه الحرب كانت من اجل النفط والسيطرة الأمنية وحسم الصراع الثقافي وإعادة رسم الخرائط السياسية والأيديولوجية وإعادة النظر جذريا في العلاقات الدولية للمرحلة الممتدة من الحرب العالمية الثانية إلى الوقت الحاضر ، بالإضافة إلى تثبيت أقدام إسرائيل في الشرق الأوسط ليس فقط كدولة إنما كلاعب رئيس في تقرير شؤون المنطقة برمتها ..هذه هي باختصار شديد أهداف الولايات المتحدة من غزو العراق والتي عبر عنها الخطاب السياسي الأمريكي .
فقد قامت الولايات المتحدة والدول الحليفة باستخدام اليورانيوم المنضب المحرمة دوليا بكميات كبيرة خلال حربي 1991 و2003 ضد العراق مما نتج عنه تأثيرات خطيرة على الواقع الصحي والبيئي في العراق تسبب في موت الآلاف وإصابة عشرات الآلاف منهم بأمراض خطيرة كالسرطانات والتشوهات الخلقية والإجهاض المتكرر عند النساء وغيرها من الأمراض التي سيظل يعاني منها العراقيون لعشرات السنين القادمة.
ولااعتقد يوجد عراقي مؤيد او معارض لنظام صدام لايعرف جرائمه بحق شعبه عامة والمقربين منه خاصة فقد وزّع اجرامه على الكل ,خاض الديكتاتور حربين ضروستين دفعنا نحن العراقيين اثمان باهضة بسبب اشباع نزواته الشريرة ,والعراق منذ عام 1991 بعد خيمة صفوان سيئة الصيت اصبح تحت الانتدات وفقد سيادته على ارضه وسماءه وعلى امواله حتى العملة اصبحت مزورة .فالاحتلال كان منذ 1991 وليس في عام 2003 كما يعتقد البعض . كل عراقي يعرف مدى تأثير الحصار الاقتصاد ومدى تأثيره على حياة الشعب ,العالم باجمعه تأمر على الشعب العراقي.
لو اخذنا ليبيا او سوريا فامكانيات القذافي من اسلحة واقتصاد والحرس الخاص وفدائيي وجيش القدس .... ورغم ذلك صمد لولا الغطاء الجوي من قبل حلف الناتو, انا لدي قناعة الى يومنا هذا لولا امريكا لما استطاعت أي معارضة اسقاط صدام هذه حقيقة ولايوجد اي انسان شريف يؤيد احتلال بلده لكن نظام صدام كان أسوء احتلال في تاريخ العراق القديم والحديث ,لم يجلب لنا الاحتلال الامريكي عام 2003 والى يومنا هذا مانتمناه لانه احتلال ,لكن لو استمر صدام في الحكم الى يومنا هذا لاصبحت نفوس العراقيين الان عشرة ملايين بسبب الحصار والتشريد والاعدامات ولوضع رقم في رقبة كل عراقي حاله حال الحيوانات واوكل مهمة الرعي لعلي كيمياوي .والذي حصل والذي يحصل الان بسبب تغلغل البعثيون في مفاصل الدولة وما يقومون به من تخريب .