المنبرالحر

اول احتفال علني لعمال الشامية بعيدهم / حازم الجعفري

دأب عمال الشامية وخاصة من الشيوعيين الاحتفال سنويا بعيد العمال العالمي، وكانت جلّ تلك الاحتفالات تقام بصورة سرية بعيدة عن اعيّن رجال الامن السرية. ولما قامت ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 اصبح لدى كل فئات الشعب العراقي فسحة من الحرية لاقامة احتفالاتهم. وكان شيوعيو الشامية قد استعدوا قبل فترة من الزمن للمشاركة في المسيرة التي تقرر انطلاقها يوم الاول من أيار عام 1959 وحشدوا لذلك الاحتفال كل الامكانات على بساطتها, حيث تقرر اقامة قوس كبير ونصبه امام الجسر الوحيد على شط الشامية والذي يعتبر المركز الرئيس للمدينة وتمّ تكليف عدد من الرفاق للاشراف وحشدوا على تزيين القوس ومن هؤلاء الرفاق طيب الذكر الفقيد كاظم خضير وكريم مجيلد وايوب سبتي وحمزة جنية وعبد الهادي رياح ومبدر حولي الذين استعانوا بعدد من العمال وهم كل من الرفاق فضول عناد ومظهر يحيى وميري ديان وكاظم حسين وحمزة طلال الذي كانت عنده موهبة الخط والرسم بالرغم من صغر سنه آنذاك وتم شراء الاقشمة وخياطتها.
وكان العمل يجري بصورة متواصلة في مقر الحزب ومن المصادفات الجميلة ان البناية هي نفسها بناية المقر الحالية، وقبل يوم جلبت اجزاء القوس ونصب في المكان المخصص له وزيّن بالشعارات والاعلام وكان يعتلي القوس من الاعلى المنجل والمطرقة. وفي صباح يوم الاول من أيار جرت مسيرات للنقابات العمالية التي طافت مدينة الشامية وكانت اكبر تلك النقابات نقابة عمال البناء ونقابة الحمالين الذين يعملون في تحميل الشلب وكان يقودهم الفقيد خضير والد الرفيق الفقيد كاظم وعمال (الجيالين ) وكان يقودهم الرفيق الفقيد شاكر ابو رغيف, اضافة الى نقابة عمال البلدية والخدمات وشاركهم اعضاء الجمعيات الفلاحية الذين كان عددهم بالألاف واستمرت المسيرة حتى الظهر . وفي الختام وزعت الجوائز على اجمل الاقواس من قبل قائممقام الشامية علي طيمش وكانت الجائزة الاولى من نصيب قوس منظمة الحزب الشيوعي.