المنبرالحر

تلك الايام..عن الحرمس البعثي وكرفة الشيوعيين / فلاح حاجم

في ليلة ٣-٤ من شهر أيار عام ١٩٧٠ تم انتزاعي من فراشي واقتيادي الى دائرة أمن الشامية. كنت حينها طالبا في الصف الثالث المتوسط، متفوقا بالدراسة واحد مسؤولي اتحاد الطلبة العام في الشامية. الغرفة الصغيرة التي أدخلت اليها كانت تكتظ بمجموعة من الأشخاص الكبار عرفت من بينهم المرحوم يحيى سكرانه، البقال الذي كنت أدس له البريد الحزبي في (الگوشر) بحجة شراء البامياء. اثناء انتظار دورنا للدخول الى مدير الأمن- البعثي، الذي كان يتلذذ بتعذيبنا، دفعوا باتجاهنا شخصا هيئته تشير الى انه من الريف، بعد ان اشبعوه ضربا وبصاقا وإهانات. فما كان من يحيى سكرانه إلا ان يلتفت باتجاهي ويخبرني (انه حرمس) المفردة التي تعني الشرطي السري (الجاسوس)..
في الأيام التالية كان الجميع في المدرسة ينظر لي بعين الإعجاب، فيما كنت أتعمد رفع رأسي علامة التباهي.
حتى ان بعض زملائي في التنظيم عبروا عن أسفهم لعدم شمولهم بتلك (الكرفه) ولَم تتح لهم فرصة تلقي ولو (صفعة) من يد ذلك البعثي القذر، لتسجل كتأريخ فخر يعتز ويتباهى به...
الحرمس- بعوض صغير مزعج ولدغته حارقة..
الگوشر- زمبيل من خوص النخيل عادة ما يستخدمه الزبائن لانتقاء الخضار وغيرها..
الكرفه- تطلق على الاعتقالات الجماعية التي عادة ما كان يقوم بها رجال الأمن ليلا ضد الشيوعيين. واصل الكلمة بالعامية يعني صيد السمك بكميات كبيرة في الأنهر والبحيرات باستخدام الشباك أو غيرها..