المنبرالحر

*دوما أنادي..تحيا بلادي..لكنها تحترق / د. محمود القبطان

متعمدا هذا اليوم فتحت الجهاز الجميل لاستمع الى بستة قارئ المقام الراحل محمد القبانچي البتسة هي أنا المغني..التي استمعت اليها مع باقي روائعه المتوفرة عندي.يقول القبانچی إن لم اخطئ السمع:
"أنا المغني في كل نادي دوما أنادي تحيا بلادي
أنا العراقي نفسي أبية وقت المذلة أهوى المنية
المجد قصدي والعز مرادي
بغداد تغني الروضة خصبة
مايتنا حلوة وردتنا طيبة"

لم يسرني خبر اليوم ,كما الآخرين ,لأنه فاجعة بكل معنى الكلمة وهو حصيلة العمليات الإرهابية في أيلول 978 قتيل و2133 جريح(طبعا لا يحتاج الى عبقرية لمعرفة إن معظم الجرحى يصبحون أما معوقين أو يغادرون الحياة بسبب إصاباتهم) ولكن المؤسسة الصحية لا تعطي مزيدا من المعلومات.على كل حال الفرق بالقتلى عن شهر آب هو 22 قتيل,ومع هذا تقول أحدى النائبات إن الوضع الأمني أفضل من السابق,لكن لم توضح أفضل من أي وقت؟تفجيرات في كل المحافظات وخصوصا في بغداد أربكت الوضع العام ومع كل هذه الإخفاقات الأمنية لم وسوف لن يقدم أحد استقالته حفاظا على كرامته العسكرية في اقل تقدير ولان من يدير المؤسسة العسكرية لم يكن عسكريا في يوما ما ,ويأتي الفريق الركن عادل دحام ليقول على العراقيين أن يكونوا عينا ساهرة للقوات الأمنية.إذا ما هو عمل القوات هذه؟

البرلمان الذي لم يتوصل الى حل أية عقدة من عقده في التوصل الى إقرار احد أهم القوانين الملحة وهو قانون الانتخابات وقانون الأحزاب بسبب تصادم المصالح الحزبية والطائفية وليس الوطنية على أية حال.
واليوم عرضت أحدى القنوات وعلى لسان احد الكتاب حول دوام النائب في البرلمان هو 5 أشهر رسميا وهذه الفترة يقضيها بين سفر وغياب وإجراء عمليات جراحية تكلف الدولة بالمليارات حيث تشمل مقدماتهم ومؤخراتهم من أجل "تقديم " القوانين للنائب ولأهله وأقرباءه وحماياته. والكاتب المعني يقول ان النائب يجبر أفراد حمايته الثلاثين لاعطائه وكالة بتسلم الرواتب ومن يعترض على ذلك يعفيه من حمايته. وهو من التحالف الوطني, كما قال الكاتب والذي كان ضيفا على برنامج عند السيدة إنعام عبدالمجيد.

في العراق تحترق البلاد ويحترق العباد تحت ضربات الإرهابيين والقوات الأمنية في حيرة من أمرها.اليوم وزير الثقافة ووزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي قال:سوف نستورد أفضل التقنيات في كشف المتفجرات والمفخخات...لكنه لم يقول "بعد خراب البصرة".لم يسأله احد من الحضور الصحفي أين كان الوزير من هذه التقنيات الحديثة لتقليل أو تحجيم العمليات الإرهابية على أقل تقدير؟

ترتفع أصوات الاحتجاج من كل زاوية في البرلمان بسبب إخفاق القوات الأمنية في دحر الإرهاب ولكنهم لا يقدمون شيئا حيث أن تجرأ احد لعقد صفقة لشراء الأسلحة والأجهزة الحديثة سوف يعترض عليها البرلمان أما بسبب الفساد الذي يرافقها,كما في صفقة الأسلحة الروسية حيث أسدل الستار عليها ,
أو بسبب الصراع على النسب التي تُقسّم بين "الأحبة"أ و تدخل فيها تهم التهميش والطائفية والقومية ووو.

مستوى الدراسة أصبح في أوطأ مستوياته حيث تضاف 10 درجات للراسب لإنجاحه,أو تنجيحه وتكرار الدور الثالث في الامتحانات.العبور بمادة أو مادتين في الطبية في الصف الخامس,ويعلم من درس الطبية إن الرسوب في الصف الخامس يكاد يكون مستحيلا.المدارس مازالت منها المئات طينية في بلد النفط والثروات المنهوبة من قبل ساسته.نسبة الأمية مازالت عالية جدا وليس هناك من برامج وطنية شاملة لمحوها أو المباشر بجدية بمحوها.الساسة في لهو مع الزمن أي المدن تصبح إقليما أو عاصمة للثقافة أو للاقتصاد,والشعب يقتل يوميا على يد الإرهاب الداخلي والخارجي على يد المجرمين من الميليشيات والقاعدة على حد سواء.

قسموا العراق الى مكونات ليسهل عليهم التحكم به عن بعد بواسطة القتل الجماعي والذي لا يستثني أحدا.وأحدهم ,وبنية طيبة كتب في أحدى نشاطاته وفي فضائيته:العراق عشيرة واحدة,بدل أن يكتب العراق شعب واحد!!كيف نحارب المكونات وندعو الى الفكر العشائري والقبلي ونرجع عشرات السنين الى الوراء؟

"
أنا "المبعد" في كل مكان دوما أنادي تحيا بلادي
أنا العراقي في شمال الأرض دوما أنادي تحيا بلادي

لكن بلادي تغرق في الدم بجرم إرهابي

أنا العراقي نفسي أبية وقت المذلة أهوى المنية
والساسة يجلسون ويتباحثون ويشربون الشاي وتستمر جلساتهم الى الصباح ...دون أن يتوصلوا لحل مشكلة ...بلادي ..تحيا بلادي
د.محمود القبطان
20131001
*محمد بن عبدالرزاق بن عبدالفتاح القبانجي (1901-1988)من أشهر من قرأ المقام العراقي