المنبرالحر

الحزب الجمهوري الامريكي يعاقب اوباما / د. مؤيد عبد الستار

ان حجب الموافقة عن رفع سقف الدين الذي سيؤدي بدوره الى ايقاف دفع مستحقات الحكومة الامريكية وضع ادارة اوباما على سطح صفيح ساخن ، وستستمر المعركة لغاية السابع عشر من اكتوبر وهو الموعد الفصل في قرار الكونغرس الامريكي لكي يصل الى نتيجة لحل هذه المعضلة التي اصبحت مسرحية ساخرة كما قال اوباما في اخر خطاباته موجها كلامه للناطق باسم الحزب الجمهوري في الكونغرس اذ قال : يجب التصويت بالموافقة على رفع سقف الدين وانهاء هذه المهزلة .
يبدو الامر وكأنه صراع يحتدم بين اوباما والحزب الجمهوري في الكونغرس ، في محاولة للفوز بنتيجة مباشرة للموافقة على رفع سقف الديون ، وهو محاولة لي ذراع اوباما والضغط عليه ليتراجع عن اتخاذ قرارات دولية دون التنسيق مع الحزب الجمهوري ، او بالاحرى دون اخذ اهداف الجمهوريين بالحسبان .
فالهمسات الناعمة التي تكشفت بين اوباما وروحاني ، اظهرت نوايا ادارة اوباما في السير باتجاه فك الحصار الاقتصادي عن ايران وامكانية التوصل معها الى حلول شاملة لاتخص ايران وحدها وانما الشرق الاوسط بمشاكله المعقدة الممتدة من افغانستان الى سوريا مرورا بالخليج النائم على ابار النفط التي تمثل شريان الحياة لاوربا وامريكا.
وهو ماجعل نتنياهو يسرع الى زيارة واشنطن ويلتقي اوباما ويصرح بعد ذلك ان اسرائيل بامكانها معالجة وضع ايران منفردة اذا لم تعمل الولايات المتحدة الامريكية على وقف تخصيب اليورانيوم الايراني .
ان اساطين المال في الولايات المتحدة الذين بيدهم مفاتيح الخزانات الامريكية والعالمية يستطيعون ممارسة الضغط على الادارة الامريكية ولي ذراعها الا انهم لا يستطيعون كسر تلك الذراع لان حياة المواطن الامريكي واقتصاد امريكا برمته سيواجه مصيرا اسودا ، فالدولار بدأ منذ الان بالهبوط واصيبت اسواق المال بالرعب وهي تـترقـب بقلق تطور موقف الكونغرس الامريكي وتفتح آذانها لسماع انباء النقاشات الجارية في اروقة البيت الابيض والكونغرس عسى ان تلوح في الافق بوادر انتهاء ازمة سقف الديون التي تعيد الى الاذهان ازمة القروض التي حدثت قبل اعوام قليلة يوم اعلنت عدة بنوك افلاسها وظل الاقتصاد الامريكي يعاني من اثار تلك الازمة حتى اليوم .
ليس من الواضح بعد ما هي الحلول البديلة التي بامكان ادارة اوباما اللجوء اليها كي تفتح ابواب الخزانة الامريكية امام الحكومة ويسمح لها بالاقتراض ، ولكن الواضح من تصريحات اوباما تراجعه عن المضي قدما في حلحلة الوضع المعقد مع ايران وبالمقابل تعالت اصوات التشدد الايراني الذي اعلنه خامنئي من ان روحاني تصرف بشكل غير مناسب .
سيبقى الجميع يعدون نبضات قلب العم سام حتى يتأكدوا من انه يستطيع دفع المستحقات وعند ذاك يتنفس العالم الصعداء .