المنبرالحر

بان طريق الحق ايها المتمترسون وراء نهج المحاصصة ! / حيدر سعيد

منذ 14 سنة من سقوط الدكتاتورية وابناء شعبنا العراقي الذين استبشروا خيراً بالتغيير الذي يعيد اليهم حقوقهم وكرامتهم وامنهم واستقرارهم وحريتهم ، بما يتناسب والتضحيات التي قدمت في طريق الخلاص من الدكتاتورية وجرائمها ، اصطدموا بنهج المحاصصة البغيض الذي جلب الازمات والالام ،توج بالارهاب والفساد ، وبذلك اضاف تركة ثقيلة لموروث الدكتاتورية ومآسيها .
هولاء المتنفذون الجدد اتخذوا من الباطل طريقاً الى مصالحهم الشخصية ، فكان التزوير وسرقة المال العام عنواناً بارزاً لنهجهم ، تاركين الجماهير الكادحة من ابناء شعبنا تتلوى جوعاً ، تفترسها الامراض وتهددها الازمات وتثقل كاهلها الفتن والفرقة ، تعيش الفوضى بفقدان الامن والقانون ، يغزوها الفكر الارهابي الظلامي ، الذي لعب نهج المحاصصة دوراً خطيراً في استفحاله من خلال تجييشه الطائفي ، وتغييب دور المواطن وتزييف وعيه.
وبذلك تحولت الدولة من جراء ذلك الى غنيمة تتقاسمها الكتل المتنفذة ، غير آبهة بالدماء الزكية لابنائه البررة المتصدين لللارهاب في ساحات النضال والكفاح .
واليوم ومع الانتصارات الوطنية الرائعة التي تحققها قوات شعبنا الوطنية المسلحة بجميع صنوفها ، والتي تقٌرب نهاية الارهاب وفكره ، تنطلق اصوات بعض المتنفذين الخائفين على مصالحهم ،( بعد نهاية داعش وفكره ؟ )!! جاهدة لحرف بوصلة نضال جماهير شعبنا بقواه الوطنية الديمقراطية ومثقفيه وكل المخلصين لهذا الوطن العزيز ، بالاتجاه الذي يعطل الانتصارات المتحققة بفعل التلاحم الوطني وتعزيز الوحدة الوطنية ، ووضع الالغام امام ارادة الجماهير التي تعي مرحلة بعد داعش بكل ابعادها وخاصة الفكرية منها ،بما يتطلب من جميع القيادات الوطنية الديمقراطية مراجعة نقدية جادة لكل المقدمات التي ادت الى نتائج كارثية كان الارهاب ابرزها ، واستخلاص التجارب والعبر وتوضيفها في تعزيز الوحدة الوطنية وتجميع كافة القوى الوطنية المدنية الديمقراطية واليسارية لتوجه بوصلة نضالها مجتمعة كقوة مدنية سلمية تنشد بناء الدولة المدنية الديمقراطية من خلال مشروعها الديمقراطي ، البديل الحقيقي الذي يؤمن الخروج بالبلاد الى بر الامان ، محدثاً التغيير الحقيقي المنشود ، على ارضية فكرية تؤمن بالانسان العراقي وامكانياته كمواطن له الحق في المساهمة بصنع القرار ، و توفيرالاستقرار لابناء الشعب العراقي الابي وحماية السيادة الوطنية ، مقرونة بالعدل الاجتماعي والمساواة على اساس مبدأ المواطنة ،وبذلك تسد الطريق بوجه افكار داعش التي تعشعش في عقول مناصريها وحاضنيها من بعض السياسيين ، الذي يزداد صراخهم كلما دنى النصر النهائي على داعش بسواعد قوات شعبنا الوطنية المسلحة بجميع صنوفها التي فاجئت العالم بسرعة انجازاتها ملقنة الدواعش ومن يقف وراءهم دروسا في التصدي و الاقدام والتضحية لن ينسوها ابدا .
ان هزيمة داعش عسكرياً في العراق باتت وشيكة بايادي عراقية مدعومة من كل المخلصين ، وستلحق الهزيمة الفكرية لهذا التنظيم الارهابي الدموي الذي تبنى الدم طريقاً لمشروعه الفكري الفاشي قريباً، مشيٌعاًالى مزابل التأريخ بلا رجعة .
لقد انتصر الحق على الباطل معمداً بالدماء الزكية الطاهرة وما على القوى المدنية الوطنية الديمقراطية الا الحفاظ على هذه الانتصارات وتعزيزها من خلال اختبار وعيها الوطني في الانتخابات القادمة التي جسدتها الجماهير وقواها المخلصة بالدعوة المخلصة بتغيير قانون الانتخابات والمفوضية لانهما فصلا على قياس المتنفذين ونهج المحاصصة اس البلاء ، تأسيسأ للدولة المدنية الديمقراطية ومشروعها الوطني الديمقراطي القائم على مبدأ المواطنة والعدل الاجتماعي والمسواة والقانون والدستور .