المنبرالحر

هل ثقافتنا راسخة في تقاليد شعبنا وتراثه ؟ / صادق محمد عبد الكريم الدبش

لا يقام بناء من دون قواعد وأسس تنهض صروحها وبنيانها ..ونحن نمتلك من الأرث الثقافي الثر ومن المثقفين والأعلام على مدى القرون الخوالي ...وقد خاضت الثقافة والمثقفون صراع عنيدا وداميا أحيانا أخرى ..لتقويم مسيرتها وتثبيت قواعدها ولأنصاف الحقيقة ، ومن أجل كرامة الناس وحريتهم ولرفع شأن البلاد والعباد في مراحل التأريخ المختلفة ...ولا خوف على الثقافة والمثقفون ورواد الكلمة الحرة ، فهم يجيدون العوم وسط الأمواج والمنعطفات والمسارات الصعبة ، وقد تروضوا على ذلك، وللتأريخ شواهد ودروس مشرفة ..بالرغم من قتامة المشهد وضبابيته والمحاولات البائسة لأطماسه وتظليل مسيرته بمعوقات الظلام والظلاميون وأعداء الكلمة الحرة والصادقة والنزيهة ، الذين يعتقدون واهمين ، ان اعاقة الحركة الأجتماعية ..أمر يسير وممكن !...ولكنهم خاب ضنهم !...فمسيرة المجتمع نحو الحرية والأنعتاق والتقدم لا رجعة فيه ...وهنا يكمن الأبداع الأنساني وخياراته نحو المستقبل السعيد ، وهو الهدف الأسمى للقوى التي تبحث عن كل ما يساهم في التعجيل بأكتشاف القوانين التي تساهم في تأجيج الصراع بين قوى الخير والحرية والأنعتاق والرخاء وبين قوى الشر والظلام والأستغلال .
وهذه حقائق تسير البشرية عليها منذ أن بدء الصراع عندما تملك أول أنسان لقطعة أرض وقال هذه لي والتي تعني بداية الملكية الخاصة !...عندها بدء الصراع بين الأستغلال والعبودية والتسلط ...وبين قوى الخلاص من هذا الأخطبوط السارق لجهد الشغيلة والمكبل لحريتهم والسالب لعيشهم الرغيد .
والمعركة مستمرة في عراق اليوم ، بين من ينهب ويستحوذ على الثروات ومن دون وجه حق ، من خلال السرقة والأستحواذ غير المشروع ومصادرة حريات الناس ونهب أموالهم وتعريض البلاد الى خطر التمزق والأحتراب والتفتت ، واللهث وراء نزواتهم وشهواتهم الشريرة ، وعلى حساب الملايين من الجياع والأرامل واليتامى والثكالى والمعوزين ...متذرعين بأنهم يحكمون الناس بأسم الله والدين !....والله والدين منهم براء .
وهنا يكمن دور الثقافة والمثقفين والمفكرين والناشطين في منظمات المجتمع المدني وحقوق الأنسان، من خلال تصعيد العمل الجماهيري وكشف زيف أدعائاتهم وفضحهم ، وبطلان نهجهم وظلاميته وتخلفه وكذبه ودجله .
لتتحد قوى الخير والديمقراطية والسلام والتقدم ، من أجل أرساء دعائم الدولة المدنية الديمقراطية العادلة ...المخلص الوحيد لشعبنا من براثم الحرب والنهب والقتل والجوع والطائفية والفساد ...من أجل عراق يسوده السلام والأمان والرخاء والتعايش ...ويسود العدل والمساوات ... وعلى أساس مبدأ المواطنة والدستور فوق الجميع ، ولا شئ فوقه .