المنبرالحر

داعش.. أداة لمشروع اسلام سياسي امريكي الهوى خليجي _ تركي الدعم !! / حيدر سعيد

كلنا يعلم ان مصالح الغرب تتقدم على الكثير في علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع دول وشعوب منطقتنا ،ولذلك كانت وستبقى تفتش عمن يضمن لها ذلك ، غير آبهة بما يصاحب ذلك من خراب ودمار وفوضى ودماء وتجويع لابناء ذلك البلد المقصود في توجهها ، وهذا ماجعل الادارات الامريكية تنتخب من يوفر لها مصالحها ولديه نفس الدوافع ويمتلك ( طاقة تدميرية ) ! تفوق الوصف احياناً .... وهناك امثلة كثيرة اتسمت بالدم والتدمير ارتبطت بالادارات الامريكية ، والعراق كان النموذج الابرز في هذه الامثلة :
فقد انتخبت الادارة الامريكية البعثيين والقوميين الشوفينيين لتواجد ضالتها فيهم لتنفيذ مشاريعها العدوانية والهيمنة على ثروات البلد بالانقلاب على ثورة 14 تموز والاطاحة بالنظام الجمهوري بالضد من ارادة الشعب العراقي ، وما رافق ذلك من جرائم بشعة صاحبها هدر دماء زكية لابناء شعبنا المتصدين للانقلاب الدموي في 8 شباط عام 1963،وقد اعترف قياديو الانقلاب لاحقاً بانهم جاءوا (بقطار امريكي ) !!... وما ان نفذ الانقلابيون اهداف الادارة الامريكية واهمها وأد الفكر التقدمي وابادة المناضلين المتصدين والاطباق عليهم في سجون مظلمة يرافق ذلك ابشع صنوف التعذيب ، مستهدفين الشيوعيين العراقيين اساساً لمعرفتهم بتضحياتهم ومواقفهم الصلبة من اجل قضايا شعبهم ووطنهم .
وبعد فترة من حكم اصدقائهم وعزلتهم وغليان الشارع العراقي واتساع معارضة الانقلابين ونظامهم وخوفاً من التغيير لمصلحة الشعب العراقي فكروا بالبحث عن بديل يضمن مصالحهم فكان الاحتلال واسقاط الدكتاتورية ، والمجيء بالحاكم بريمر ليمنع من ان يأخذ العراقيون امر بلادهم بايديهم مستغلة تشتت القوى الوطنية والديمقراطية ونزوع البعض منها الى المصلحة الذاتية .
واليوم وبعد سقوط الانظمة الدكتاتورية التي ارتبطت بالادارات الغربية وخصوصاً الامريكية ، راحت تفتش عن بديل يواصل الطريق لتطمين مصالحهم قبل اي شيء اخر، على ان يكون هذا البديل اكثر بطشاً ودموية ووحشية وفوضى، يتطرف في ظلاميته ، فكان الاسلام السياسي الامريكي عبر مايسمى بداعش امتدادا لتنظيم القاعدة ، وهو اداة لمشروع ارهابي يتخذ من الاسلام شعارا ، تتعدى مهمته تدمير اقتصاديات البلد الى الجانب البعد الاجتماعي وخصوصاً الانسان وهذا مانشاهده اليوم في العراق وما يفعله هذا التنظيم من جرائم لم يألفها العالم من قبل .
ان جذور القوى المعادية لمصلحة الشعوب وتطلعاتها للديمقراطية والحرية والعدل والسلام، اساسه وحي الادارات الغربية وفي مقدمتها الامريكية بحجج تبتدعها وتوكل تنفيذها الى مطايا سٌلبت ارادتهم وباعوا انفسهم ضد اوطانهم ولخدمة الاجنبي .
فالخلاف اليوم بين الاخوة الاعداء السعودية ومن معها وقطر هو انعكاس للسياسة الامريكية التي توكل مهمة ملف الاخوان المسلمين لقطر بعد ان كان مهمة السعودية وعلى اثر خلافها مع اخوان مصر الاسلاميين يٌسحب منها ليعطى لقطر لتقوم بدورها في دعم الارهاب متخطية بذلك منطقة الشرق الاوسط الى افريقيا ، واليوم يسحب هذا الملف ليوكل من جديد الى السعودية، ومؤتمر القمة الاسلامية في السعودية جاء ليؤكد ذلك بما صاحبه من الاموال المقدمة من قبل السعودية الى الادارة الامريكية .
ان الانتصارات المتحققة على ايدي ابناء شعبنا العراقي من القوات الوطنية المسلحة بمختلف صنوفها اسقطت الرهان على مشروع داعش ذا الهوى الغربي المدعوم من بعض دول الخليج وتركيا الاخوان ماديا وعسكريا ،وبعد الهزائم التي تكبدها داعش في العراق وسوريا استدعى من اصحاب هذا المشروع الارهابي التراجع من دعم الارهاب ، لتبدا معركة التنصل والقاء التهم بعضهم على بعض ، جعل ذلك يصل الى حد القطيعة .
ان قوات شعبنا المسلحة بجميع صنوفها مدعومة من قبل جماهير شعبنا وقواه المخلصة اذ تحقق النصر العسكري اليوم على الارهاب الداعشي ،فهي تخرس الالسنة الجبانة التي راهنت على المشروع الداعشي وهيأة له الارضية الفكرية والاعلامية ، مما يتطلب ادامة الانتصارعلى الجبهة العسكرية على داعش بزيادة الزخم على الجبهة الفكرية وتحصين ابناء شعبنا ضد الفكر الداعشي العنفي الطائفي الظلامي واقتلاع جذوره من ارض وادي الرافدين ، وهذا يستوجب من القوى المدنية الوطنية الديمقراطية ان تنشط في هذا الاتجاه موحدة ، بأعتبارها مهمة وطنية عليا تقع مسؤوليتها على المتصدين المخلصين الذين واكبوا معركة قواتنا الوطنية المسلحة حتى هزيمة داعش عسكرياً .