المنبرالحر

يوم خالد في تاريخ العراق الحديث / عادل كنيهر حافظ

ها نحن نقترب من الذكرى التاسعة والخمسين لثورة الرابع عشر من تموز المجيدة ، حيث تطل علينا في ايام فرح العراقيين ، بتحرير ثاني اكبر مدن العراق من براثن عصابات داعش الإرهابية ، وكان الفرح الأكبر يعم آلاف العوائل التي شردتها الحرب من منازلها في العودة الى ديارها في الموصل ، والامل معقود على ابناء القوات المسلحة والقوات الرديفة الاخرى ، في تنظيف كامل التراب العراقي ، من رجس الدواعش الاوباش . عسى ان يكون النصر الذي تحقق عاملا للتحفيز في التوجه الجاد الى معالجة آس البلاوي في العراق ، وهي سياسة المحاصصة الطائفية ، التي أنتجت الفساد بكل أنواعه مما سهل امر داعش لدخول العراق واحتلال ثلث أراضي الوطن .
ونحن نستذكر ثورة الشعب ، التي طردت المستعمر البريطاني وحولت الوطن من مستعمرة بريطانية الى دولة وطنية ذات سيادة واصدرت قانون الإصلاح الزراعي الشهير وقانون رقم ٨٠ الذي حرم شركات النفط من التنقيب في ٩٠ بالمائة من أراضي البلاد ،وغيرها من المنجزات التي تفيد المواطن وخاصة العمال والفلاحين وعموم الفقراء ، وتواصلت الثورة في العطاء وتطوير البلاد ،حيث بنيت مئات المدارس والمستشفيات والمصانع والجسور وانفتحت الافاق للعمل السياسي للأحزاب والنقابات والجمعيات الفلاحية والجمعيات الخيرية وغيرها عدا ان العراق حظي برئيس غاية بالوطنية والاخلاص ، أهلته ان ينال حب الشعب ، وهذا اعلى وسام شرف يناله القادة والزعماء ، لذلك تآمرت قوى الرجعية وبقايا الإقطاع والمخابرات الأجنبية وخصوصا الامريكية بالتعاون والتخطيط مع حزب البعث الفاشي ، ليطيحوا ، بثورة العراقيين ، ويحرموهم من ثمارها ، ومن حلمهم في بناء وطن حر يرفل مواطنيه بالعز والسعادة ، ومنذ ذلك اليوم المشؤوم الذي حل به حكم البعث للبلاد ، وألناس في العراق تتلظى على النيران التي شب اوارها ازلام البعث ، حتى سلموا الوطن للامريكان ، ليتحكموا من جديد بمصير البلاد والعباد .
ونحن في مجال الاحتفال بثورة تموز الخالدة ،لابد من الترحم على ارواح ابطالها الشهداء ، وفي مقدمتهم ، قاىد الثورة الزعيم عبد الكريم قاسم ، طاب ثراه وثرا الأبطال الميامين سلام عادل ،العقيد فاضل عباس المهداوي رءيس محكمة الشعب ، وماجد محمد أمين ، وجلال الاوقاتي ووصفي طاهر وَعَبَد الكريم الجدة وداود الجنابي ،وغيرهم من اجاد بنفسه فداء للوطن ، وذلك غاية الجود ... .
واليوم نحن في العراق في أمس الحاجة لاستلهام دروس الثورة ، في الوطنية والاقدام وبذل الغالي في سبيل رفاه الشعب، واعلاء راية الوطن في اعلى الأعالي ، والعمل سويتا بين كل من تعز عليه كرامة الشعب وسيادة البلاد ، لتكوين جبهة انتخابية ، مقابل قوائم المحاصصة التقليدية ، لتجنب اعادة إنتاجها ، وما يترتب على ذلك من ماسي وويلات سيكابدها المواطن العراقي ، والخشية من حدوث انهيار اجتماعي لا تحمد عقباه ، لاسيما وان ناس العراق قد اضناها ثقل يومها ، املي ان نتجنب الجحيم القادم .....