المنبرالحر

الأجرام بالوراثة !/ يوسف أبو الفوز

تتواصل اعمال العنف الطائفي ونشاط الجماعات الارهابية، في وسط وجنوب العراق منذرة بعودة مآسي الاقتتال الطائفي، وتتداخل أجندة الارهابيين واعداء الديمقراطية في العراق فيما بينها وتلتقي على اختلاف هوياتهم. وجاءت التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان مؤخرا، والتي راح ضحيتها العديد من الضحايا الأبرياء، لتعلن مرحلة جديدة من نشاط اعداء الديمقراطية. كان كل هذا محل اهتمام صديقي الصدوق ابو سكينة،ومحور حديثنا خلال زيارتي الاخيرة له. قال جليل: أن هذه التفجيرات لها مسعى خبيث لإشاعة الفوضى وتعطيل الحياة العامة في كافة أرجاء الوطن. وكنت ارى: ان العجز الأمني في الحفاظ على حياة المواطنين في مختلف مدن العراق شجع الارهابيين لتمتد اعمالهم الى مدينة اربيل للعبث بأمنها، فمدن كردستان عرفت بأستقرار الامن وهدوء الحياة فيها بحيث انتعشت السياحة. ذكرتنا زوجتي بكون توقيت تنفيذ العملية جاء بعد انجاز اقليم كردستان للانتخابات البرلمانية، ونجاحها بعض النظر عن نتائجها، واشارت الى اعلان بعض الجماعات الارهابية عن مسؤوليتها في تنفيذ العملية. راح الحاضرين يشتركون في رواية ما يعرفون من تفاصيل هذا الاختراق الأمني الذي يعتبر الابرز والأول من نوعه في كردستان منذ خمس سنوات. قال ابو جليل: يا سبحان الله ، شوفوا شلون الامور تتشابه ، أهل الخير يتبعون اهل الخير، واهل الشر واحدهم يتفل بفم الاخر، العفلقيين ، الحرس القومي، من هجموا على وزارة الدفاع بيوم 8 شباط الاسود رفعوا على الدبابات صور الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم لخداع الناس، واللي هاجموا مقر الامن (الاسايش) في اربيل رفعوا صور البارزاني وشعارات الحملة الأنتخابية ، يا سبحان الله ، المجرمين يتوارثون خبرة القتل وحب سفك دماء الابرياء!
صفن ابو سكينة، ونظر لي متأملا وسأل: صاحبك كلكاميش بيا وقت عاش؟
فقلت له: استنادا الى الأساطير السومرية وخبراء الأثار والباحثين فأغلب الظن انه عاش في القرن 26 قبل الميلاد.
فواصل حديثه بنبرة اعلى: وهاي من يوم صاحبك كلكاميش، والحية السامة ، اللي سرقت منه عشبة الخلود، مستمرة تبدل جلدها كل مرة شكل ، في زمن الصداميين لبست زيتوني وردحت «منين تطلع الشمس ... تطلع من العوجه «، وأجانه زمن أدعت التدين والورع وصارت توزع مفاتيح الجنه والنار، وبهذا الزمن قصرت دشداشتها وحللت نكاح الجهاد، وبدون وجع قلب تفجر المفخخات الغادرة بالمدارس والاطفال الأبرياء!