المنبرالحر

الطائفية السياسية تنحر الشعب العراقي من الوريد الى الوريد / احمد عبد مراد

بين الحين والاخر يظهر علينا زعيم حزب او كتلة سياسية او تجمع انتخابي وهو يدعو الى الخروج من المحاصصة الطائفية ونبذ الاصطفاف الجهوي والعرقي والشوفيني ، ومنطلقه من كل ذلك كما يدعي هو الحفاظ على العملية السياسية وديمومة تطوير الحكم والتجربة الديمقراطية ،وواقع الحال ان هؤلاء المدعين هم من اسس او شارك في تأسيس ذلك الحزب او تلك الكتل السياسية بهدف حصري طائفي ومذهبي ومناطقي وكل ذلك تم ويتم عن وعي واصرار وانحياز تام هدفه الاول والاخير هوتقسيم العراق وتفصيله وفق وحسب مقاييسهم ومصالحهم ورغباتهم الانانية الضيقة،، انها لطامة كبرى ومنتهى الغرابة والصلافة، بل ويصاب المرء بالدوار واليأس وهو يستمع الى زعيم حزب طائفي سواء كان سنيا او شيعيا وهو يخاطب الجماهير العراقية..وليس هذا وحسب بل يسمعه كذلك كل من يسكن على كوكبنا وهو يندد بالطائفية السياسية ويدينها ويصفها باقذر النعوت.. وهولا يدري انه ينعت نفسه بهذه الصفات، ولا ادري بماذا يمكن ان يجيب هذا الزعيم الطائفي لو سؤل عما تعني الطائفية السياسية وكيف تنشأ وتترعرع وتتغذى وتنمو وتكبر حتى تصبح داء ماله دواء ومستعصي الشفاء وطامة كبرى وكارثة على شعبنا الذي ابتلى بهؤلاء الزعماء الطائفيين السياسيين ..ولا ادري كذلك اذا كانوا قادة الاحزاب الطائفية عندنا في العراق قد سألوا انفسهم لماذا تلجأ بعض الدول الى ان تحتاط لنفسها وتمنع تشكيل احزاب سياسية على الاساس الطائفي.. وتلك مصر شاهدة على ذلك وكيف انها وعلى مدار سنة واحدة تشتت شعبها وكانت على حافة الهاوية لو لم يهب الشعب المصري وينهي سيطرة الكهنوتية على مقدرات البلاد ، على حكام العراق واحزابهم الطائفية الحاكمة ان يعوا ان الدولة العراقية وهي نسيج مكون من خليط قومي وطائفي واثني وعرقي وجهوي لا يمكن ان تنعم بالامن والاستقرار والحياة الهانئة والهادئة ما لم يترجل فرسان الطائفية عن ظهور صهواتهم ويعيدوا سيوفهم المسمومة بداء الطائفية الى اغمادها ..ماذا يمكن ان يسمي نفسه من يؤسس حزبا لطائفة واحدة بعينها ويدعي انه يمثل مصالح واماني واهداف الشعب العراقي كله؟ ..ابدا هذا لا يمكن ان يتحقق ،بل الواقع يقول ان هذا القائد وذلك الحزب انما يمثل طائفة بعينها مما يخلق حالة استعصاء مجتمعي وانعزال واحتراب طائفي هذا هو الواقع المر والحتمي والذي يحاول البعض القفز عليه ومحاولة تجاهله... ان الاحزاب التي تشكلت على الاساس الديني انما هي عبارة عن قنبلة موقوته تحمل فتيل تفجيرها في داخلها وانها ليست مشروع احتراب بين الطوائف المختلفة فحسب، وانما هي مشروع احتراب يمكن ان ينفجر بين الطائفة الواحدة ( احتراب شيعي- شيعي او احتراب سني- سني) ناهيك عن الطوائف والقوميات الاخرى) فالشعب العراقي يختلف بمكوناته عن الشعوب الاخرى فنحن شعب مكون من طوائف تكاد تكون متقاربة بالعدد وان شعبنا يتكون من قوميات واعراق وملل وعليه يتطلب البحث عن انجع السبل والطرق والوسائل التي تنصف الجميع دون الوقوع في اخطاء وملابسات تؤدي الى الشعور بان هذه الطائفة او تلك القومية اوالشريحة قد لحق بها الحيف والغبن والظلم.
ان الشعب العراقي بكل طوائفه وقومياته يدين الاحتراب الطائفي الناتج عن الاصطفاف المذهبي المتمثل بتشكيل احزاب وكتل على الاسس الطائفية سواء كانت شيعية اوسنية ، وانه يرى باستمرار هذا النهج المدمر سوف يقضي على بصيص الامل ان كان هناك بصيصا في اخر النفق وسوف يدخل العراق في دوامة صراع لا يشرف احدا ولا ينجو منها احدا وستحرق الجميع وسيلعن الشعب العراقي حكامنا الحاليين كما يلعن كل يوم صدام حسين وحزبه الذي كان اساس تدمير العراق ..ومسألة اخرى غاية في الاهمية يتحملها الشعب العراقي الذي يرفع صوته مؤيدا لتك الاحزاب ويعطيها صوته مؤيدا ومساندا لها للمضي بنحره من الوريد الى الوريد..نقول للمواطن العراقي اعطي صوتك لمن يستحقه واحجبه عن الاحزاب الطائفية السنية والشيعية ..ودقق في الامر وتحرى وستجد ان هناك احزاب وطنية عابرة فوق الطوائف والمذاهب والاعراق