المنبرالحر

لتتضافر جهود الجميع في حل أزمة الكهرباء / ودود عبد الغني داود

وزارة الكهرباء حالها كحال جميع الوزارات التي ابتليت هي الاخرى بعدوى الفساد المالي والاداري نتيجة لتركات النظام الدكتاتوري المقبور وهيمنة انظمة المحاصصة الطائفية المقيتة التي وفرت ارضية خصبة للمفسدين واللصوص المتسترين بالدين الذين عاثوا في الارض فسادا فعلى الرغم من عشرات المليارات من الدولارات التي وظفت في وزارة الكهرباء والتصريحات والوعود من قبل مسؤوليها بتحسين انتاج الطاقة الكهربائية بل وحتى تصدير الفائض منها، كانت النتائج مخيبة للآمال بل تفاقمت الامور لتصل الى درجة التظاهرات التي رافقتها اعمال عنف راح ضحيتها عدد من الأبرياء , لكن كلمة الحق لا بد ان تقال حيث لا يمكن تحسين الطاقة الكهربائية الا بتضافر جهود جميع المواطنين مع وزارة الكهرباء للوصول الى نتائج ايجابية فكيف يتم تحقيق ذلك والاغلبية الساحقة من المواطنين عازفون عن تسديد ما بذمتهم من مبالغ مترتبة عليهم , كما وهنالك بعض الاحياء التي تهيمن عليها مجاميع مسلحة تقوم بطرد قارئ المقياس او تهديده , كما هناك تجاوزات كبيرة جدا على الطاقة الكهربائية بما يعرف بعملية " التجطيل " او التلاعب بالعدادات وكذلك الاحياء السكنية العشوائية التي تتجاوز على الاسلاك الناقلة للطاقة الكهربائية وغيرها من التجاوزات الاخرى بالإضافة الى مطالبة بعض المواطنين بإطفاء ما عليهم من ديون دون الاخذ بنظر الاعتبار الغبن الذي سيقع على المواطنين الملتزمين بدفع ما بذمتهم من اجور علما ان اغلب الممتنعين عن الدفع هم من الميسورين وهذا ما لمسته من العديد من الجيران والمعارف وعلاوة على ما تم ذكره فهنالك مشكلة كبيرة اخرى تتعلق بالإسراف في استهلاك الطاقة الكهربائية نتيجة لقلة الوعي والشعور بالمسؤولية فالكثير من المستهلكين لا يوقفون اجهزة التكييف المنزلية التابعة لهم حتى خلال مغادرتهم المنزل بحجة المحافظة على استقرار اجوائه وغيرها من التجاوزات التي غادرتها الشعوب المتحضرة منذ عشرات السنين . لذا بات من المهم جدا ان تتخذ الحكومة او وزارة الكهرباء قرارات جدية بحق كل من يتجاوز على الطاقة الكهربائية كما وتجب اعادة النظر في نظام العدادات الحالية واستبدالها بعدادات تصاعدية منصفة بموجب نظام الكارتات التي يتم تعبئتها كما هو الحال في اجهزة الموبايل، او استحداث نظام جباية يدار من قبل متعهدين متمكنين وفق شروط مناسبة وغير مجحفة بحق المواطن بعد عجز الكادر الوظيفي عن تحقيق ذلك وان تتضافر جميع الجهود في توعية المواطن وتعزيز الروح الوطنية في نفوسهم من اجل ترشيد الاستهلاك.