المنبرالحر

ضرورة تحسين بيئة التعليم / سلام السوداني

ان نوعية التعليم هي احدى المتغيرات المهمة في نجاح الطلبة، والمعلمون والمدرسون هم الذين يحظون ببيئة مدرسية ساندة وبقدر من القيمة والثقة ويكون لديهم الوقت والقدرة على تحسين التعليم، فلا بد من تحسين بيئة التعليم وتحسين ظروف العمل في المدارس والذي يعد امراً حاسماً في نجاح المؤسسات التعليمية في الاحتفاظ بالمعلم المتمكن، حتى يكون على علاقة حميمية بينه وبين الطالب، وقد ثبت بوضوح ان تقويم تلك الظروف وفهمها وتحسينها يكون له العديد من الفوائد، ومنها تحسين اساليب التعليم للطلبة، حيث ان نجاح المعلمين مع طلبتهم يكون ميسرا في توافر المحيط الايجابي في المدرسة وان الدعم الذي يتلقونه من لدن الادارة المدرسية يخلق بيئة عمل اساسها التعاون، حيث ان محيط العمل الايجابي في المدارس له الاثر في زيادة التحصيل الدراسي للطالب، وان العلاقات المتينة المبنية على الثقة المتبادلة بين الادارة والمعلمين والمدرسين له اثر ايضا في تحسين الاداء الدراسي للطالب، وقد وجد ان كفاءة المعلم تتحدد بشكل كبير بظروف التعليم وتلك التي تستهلك مشاركة المعلم في الاداء الصفي وقناعته بوظيفته وحبه لمهنة التعليم، وان ما يقدمه المعلمون والمدرسون في الحقيقة في مدارسهم والصفوف الدراسية يعتمد على آرائهم واستجابتهم لظروف عملهم، وكذلك ضرورة تحسين اساليب المحافظة على المعلم لان الظروف غير الطبيعية التي يعيشها المعلمون داخل المدارس تؤثر على ادائهم لان المناخ المدرسي الايجابي في التعاون والدعم من الزملاء والادارة يعد من اهم العوامل التي تؤثر على بقائهم في العمل وضرورة توفير الخدمات والامن وجودة اختيار الادارات التي لها تأثير اكبر على استقرار الملاكات التربوية داخل المدارس، لان تحسين ظروف التعليم يمكن ان يدعم توافر المعلمين، وان البيئة المدرسية الداعمة والضرورية لهم لكي يستمروا بالعطاء الجيد ويكونون ناجحين مع طلبتهم والاستماع لهم من قبل الادارات له ارتباط وثيق بفهم ظروف التعليم ونجاحه ويعطي فرصة مناسبة للتطوير بحيث تكون المدارس اماكن جيدة للتعليم والعمل لان الاهتمام بالظروف والاجواء المدرسية هي الافضل في دعم عملية التعليم والتعلم والتشجيع على اداء المعلمين بصورة افضل، وتعزيز تعليم الطلبة حاجة لازمة في القرن الواحد والعشرين ولا بأس ان ندرس تجارب الدول المتقدمة والمتطورة في مجال التعليم ودخول عصر تكنولوجيا المعلومات، حيث تسير التطورات التقنية والعلمية بتسارع لم يسبق له مثيل وحيث تنظر بلدان العالم جميعها الى التعليم بوصفه احد القضايا المركزية التي تقرر مصير البلاد وازدهارها حيث تجعله من اولويات اهتماماته، وممكن ان نستفيد من مقولة القائد الكوري الكبير (كيم جون) حول التعليم، إذ قال: "التعليم هو احد القضايا الاساسية التي تقرر مصير البلد ومستقبل الامة، ولا يمكن لأي بلد او امة تحقيق التقدم الاجتماعي والازدهار والتفكير بالكرامة الوطنية والمستقبل المشرق دون التعليم".
السؤال المطروح امام وزارة التربية والمسؤولين في الوزارة: هل اوجدنا بيئة صالحة واجواء هادئة ومريحة في مدارسنا؟ هل وفرنا مستلزمات الدراسة من كتب وقرطاسية لطلبتنا الاعزاء؟ ما زال اولياء الامور يجوبون الاسواق للحصول على كتب دراسية حديثة لابنائهم، وما زال الكثير من طلبتنا لم يستلموا حصصهم من القرطاسية. ما زال الكثير من المدارس لا تتوفر فيها البيئة الصالحة للدراسة من ماء نظيف ومرافق صحية نظيفة، وحانوت نظيف تتوفر فيه الشروط الصحية، وصفوف نظيفة ورحلات ومقاعد صالحة للجلوس ومراوح سقفية صالحة للعمل.. الخ. وكل ذلك يدعو الى الاهتمام الكبير بالتعليم ومتطلباته الاساسية.