المنبرالحر

شوقا لنضال المرأة العراقية / د. ناجي نهر

سوف لن يتحقق الانتصار الكامل فى التغيير النوعي لاي شعب فى اية قضية ،او اية عملية انتاجية مهما كان هدفها ،اذا افتقر لنضال (المرأة) فهي مما يعد الركن الاساس فى الثورة النوعية التي تحقق العطاء الثر، والرخاء العام وتقوم مسيرة التطور المتدرج برمتها وبكامل تفاصيلها .
وسوف لن يتحقق الانتصار الكامل لاي شعب فى اية قضية، اذا لم يساهم فى تحقيقه طرفا النضال (المرأة والرجل) احداثا كانا اوشيبا اوشبابا ،باعداد متساوية فى النسبة المئوية لكل منهما.. فلمناضلون العلمانيون فى مختلف بقاع العالم فى شوق عارم الى تحقيق هذه المشاركة العادلة والانسانية بين المرأة والرجل ، باعتبارها ضرورة موضوعية هادفة للنجاح وتحقيق ما تصبو له الشعوب من تقدم ورخاء وسعادة.
واتكاءا على هذه الحقيقة فسوف يصبح مجرد كلام كاذب وهذيان لا معنى له اجترار الكلام المزيف عن مشاركة المرأة صنوها الرجل .. برغم ان هذه المشاركة هي حق من حقوقها الانسانية ، نصت عليه كافة اللوائح الارضية والسماوية .
ولذا فسوف لن تكون المشاركة مثمرة وجدية اذا لم تتوفر كامل شروطها العادلة والمتساوية والمتطابقة مع النسبة العددية لكل مكون من الذكر والانثى(المرأة والرجل) فى اي من المجتمعات الانسانية ، وبشرط ان تكون المشاركة مرتكزة على سمو الوعي المعاصر وثقافته.
ولذلك عدت مشاركة المرأة والرجل عملا جبارا ،لم يدرك اهميته التطورية غير المناضلين المتمرسين المخلصين ،وهو عمل لن يضاهي عطاءه المثمر عمل آخر ، ولم يضاهي تأثيره التوعوي فى تحقيق المثل الانسانية مبادئ اخرى مهما كانت درجة اهميتها ،بخاصة تلك المثل الهادفة لتحقيق وحدة الشعب الواحد ووحدة الانسانية جمعاء ،فى انجاز البرامج الاقتصادية والثقافية النافعة للجميع.
لذلك يصبح من غير المعقول ،لا بل يصبح من الاعمال التخربية والخيانية منع المرأة من مشاركة الرجل فى مختلف المجالات ،فلقد كانت المرأة العالمية والعراقية بخاصة على الدوام ، رفيقة الدرب النضالي العسير،وكانت المناضلة الباسلة والمخلصة مهما طال الدرب وتعثرت المسيرة وتنوعت تداعياتها المهلكة ،وكانت صبورة على هول الكوارث والعناء والعذاب ، مما يعجز عنه الوصف والتقييم.
فقد تمرجح رأسها المناضل على اعواد المشانق بكل بطولة واباء ،وضاقت ارضية السجون والمعتقلات من وطئ اقدامها الثقيلة الشامخة ، فاستحقت بجدارة وسام المناضلين الواهبين حياتهم من اجل الحرية والمساواتية والعمل النافع ،ووسام المناضلين الهادفين نحو سيادة العلم ودحر الظلام.. ووسام الاوفياء لسمو الوعي والسجاياها الانسانية فى الأيثار وحب العمل النافع .. ووسام تطوير الحياة نحو الافضل.
فلولا نضال المرأة وصبرها وعقلها الكبير لما تمكنت الحياة من المحافضة على نقائها وجمالها وادامة تطورها ،ولما تمكنت الجموع المناضلة من المشاركة فى العمل والعطاء.. فلقد كانت المرأة عبر التاريخ، قادرة على غسل التلوث عن اسرتها الصغيرة فى البيت وعن اسرتها الكبيرة فى الوطن ،وقد تجسد نموذجها المعاصر فى المناضلات [ بشرى ونزيهة وناهدة الرماح والعبايجي وصفية السهيل وسافرة جميل وامثالهن اللواتي يتعذر لكثرتهن تعداد اسمائهن ،فمعذرة لهن فهن الهامات العظام..
وها هي المرأة السودانية اليوم تواصل المعركة حتي الانتصار والخلاص من طغمة البشير التي فشلت في إدارة البلاد، وتوسيع تحالف قوى الاجماع الوطني ليشمل الحركات والشباب والطلاب والنساء والمزارعين ومتضرري السدود والمفصولين تعسفيا، وبقية منظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية، فالمرأة السودانية المناضلة تدعو اليوم لسلاح التنظيم الهادف لقيادة المعركة بحكمة وجرأة وثبات حتي اعلان العصيان المدني والاضراب السياسي واسقاط نظام البشير، وتكوين حكومة قومية انتقالية تنجز مهام التحول الديمقراطي وتوقف الحرب باشكاله ،وتنجز مهمة تحسين الأوضاع المعيشية، ومهام البديل الديمقراطي بشروطه العلمية المستندة على قيام انتخابات حرة نزيهة تنهي الفترة الانتقالية المفتعلة من البشير وزبانيته ..ولذا تدعو المرأة السودانية الى عدم التنازل عن حقها في الحياة الكريمة ، والامتناع عن تسديد المزيد من فواتير رفاهية الحكام وأسرهم المسروقة من ثمن الخبز والدواء وحليب الأطفال.
و اليوم يشكل هذا النضال الواسع للمراة العالمية والعربية، دافعا قويا لكافة المناضلات العراقيات للتشمير عن سواعدهن بهدف تخليص العراقيين من محنتهم وقطع نزيف انهار دمائهم المستباحة منذ العهدين الغادرين (القومي والطائفي)(الصدامي والمالكي) العميلين المخلصين لامريكا والاستكبار الاحتكاري العالمي.
فبالتاكيد القاطع سوف لن تقف المرأة العراقية المناضلة متفرجة على هذه المحنة مكتوفة الايدي ،وستنزل الى الشارع لحسم الموقف المتردي ،فهي واخيها الرجل لقادرين على تحقيق الاماني المشروعة للشعب المظلوم ...فالى الثورة ايتها المناضلات الباسلات.. الى الثورة..