المنبرالحر

صوت الناخب... قرار / حميد فرحان المسعودي

في صراع مكشوف على المغانم والامتيازات يغلب على جوانبه الصلف وعدم الاستحياء من سيل الدم المسفوح في شوارعنا يمكن الشعور بمقدار الاستخفاف والاستهانة التي تمارسها الكتل المتنمرة وهي تمسك بخناق بعضها لتشريع قانون الانتخابات ومحاولات الالتفاف على قرار المحكمة الاتحادية لتعديله بما يضمن عدم تكرار المحاولة الجائرة التي سهلت عملية السطو على اصوات الناخبين في وضح النهار والتي عبر الشعب عن استهجانه لها ومن جورها لدى المحكمة المذكورة بالاعتراض والتظاهر ولازال مصرا على استرداد حقوقه المصادرة التي اشارت اليها المحكمة بعد اعادة الامور الى نصابها وان كانت متأخرة بعض الشيء.
ان مايجري من جولات المصارعة الطويلة جدا والتي يمكن وصفها بالماراثونية لاقرار القانون الانتخابي الضامن لسلامة وصول الاصوات لمستحقيها دون تحويل لمساراتها او التلاعب بإرادة الناخبين والبحث عن فذلكات تتيح عملية مصادرة هذه الاصوات الى مرشحين ليس لديهم رصيد اوقاعدة بين الجماهير مما جعل مسؤولي كتلهم المتنمرة يبحثون عن طريقة للي عنق الحقيقة وضمان صعود مقربيهم الى قبة البرلمان دون وجه حق.
كيف نتجاوزهذه العقبة وهم يشكلون اغلبية برلمانية والتي حصلوا عليها بالطريقه المعروفة لنا جميعا اضافة الى مايحيط بهم من نواب لا يمكن الوثوق بهم لقدرتهم على الانقلاب 180درجة لمجرد التلويح لها بمقعد واحد.
ان الفكاك من شباك هذا المأزق لايتم الا بحملة جماهيرية واسعة تقوم بها الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني وكل من تعز عليه الدولة المدنية والديموقراطية من مثقفين اعلاميين وادباء ووجوه اجتماعية وشخصيات اكاديمية واقامة لقاءات وتنسيق بين هذه الاطراف ثم موسعات وندوات جماهيريه تنطلق في كل منطقة ولمدة شهر كامل تنظم خلالها حملة وطنية شاملة لجمع التبرعات لتغطية تكاليف التحرك من اجل التعريف بأهمية الانتخاب على اساس المواطنة بعيدا عن اي انتماء اخر رغم الثقة بأننا قادرون على انجاز المهمة بالامكانيات البسيطة المتوفرة.
ان توعية الشعب مهمة كبيرة لا يمكن بلوغ اهدافها المرجوة الا بتضافر جهود القوى الحريصة على بناء مواطن واع لاهمية صوته الانتخابي ودوره في صنع القرار لضمان وصول قوى ديمقراطية تتعامل بروح المواطنة وليس شعاراتها ما يعزز ثقة المواطن ببرلمانه وحكومته واشراكه في كل عمليات سياسة الدولة عبر نوابه و ممثليه الحقيقيين واستبدال كل من لم يثبت جدارته وقدرته على الابحار بسفينة العراق الى شواطئ الامان وعبر التحالف الواسع القوى الديمقراطية وقواعدها الناشطة في عمليات التظاهر والاحتجاج الرامية لخلاص شعبنا من دعوات وشعارات التهييج الطائفي المخيف والمتربص بآمالنا وما يجنبنا تكبد خسائر اضافية من ارواح ابنائنا.
فالمواطن تقع على عاتقه مسؤولية وواجب لان صوته سيقررمصيرنا وهذا الصوت يجب دراسة سلبيات وايجابيات منحه لهذا الطرف او ذاك بالاستناد الى التجارب السابقة ونتائجها لئلا يقع المحذورونبقى تحت رحمة ضربات كتل متنمرة تفرض ماتريد بقوة صوت الناخب المغرر الذي هو بأمس الحاجة الى مراجعة اولوياته وتصنيف انتماءاته جميعا بعد المواطنة.