المنبرالحر

هل نبكي على بغداد.. أم على أنفسنا؟ / جبار موسى ال يحيى

بغداد عاصمة العراق تاريخها عريق وشعبها أصيل بالحضارة والتعايش السلمي وتنوعها الثقافي والديني والعرقي.. مرت بظروف تاريخية صعبة يعرفها الجميع بمراحل اقتصادية وسياسية وثقافية متعددة..حكمها حكام قسمم منهم (مستبدين ونفعيين) وقسم وجه عنايته الى هذه المدينة العريقة ليجعل منها مدينة ترتقي الى مصاف باقي المدن المعروفة ولتستعيد مجدها التليد من جمال ونظافة ونظام وانفتاح من جميع النواحي. ولكن القسم الاكبر من الذين حكموها من (حكام الصدفة والانقلابات الدموية) جعلها ملعباً لتحقيق اهدافه العدوانية ومسرحاً لمغامراته العبثية ومزرعة لاتباعه وعائلته ومرتزقته. واصبحت الان بنظر كل المراقبين والمحبين والمنظمات العالمية (أسوأ عاصمة او مدينة) ولا يمكن مقارنتها بالمدن المعروفة، حتى التي لا يوجد لديها تاريخ او حضارة، تعاني الكوارث والخراب والدمار وفقدان الامن والاستقرار ويسرح ويمرح فيها دعاة العنف والتطرف والطائفية والمجرمون العتاة واخذ العراقيون الذين يزورون بلداناً بعيدة او مجاورة يتحسرون على ما يشاهدونه من نظافة ونظام واستقرارفي تلك الدول. ولكنهم تقتلهم الحسرة وهم لا يتمكنون من عمل أي شيء... فالنظافة بجميع مفاصلها مفقودة في العاصمة.. فدوائرنا الحكومية والمدينة تعاني من عدم وجود نظافة فيها ومن حولها لاسباب معروفة تتعلق باهمال الدولة لهذه الخاصية وعدم اهتمام المسؤولين الكبار بهذه الناحيه وهم يرأسون دوائرهم ولا يكلفون انفسهم بالتجول داخل وحول دوائرهم لمشاهدة ما سيحدث ليتخذوا قراراً لانقاذ دوائرهم من الحالة البائسة التي يوجد فيها.. فالنظام مفقود والنفايات والاوساخ والازبال والانقاض تحيط بها حتى في واجهاتها التي كان المفروض ان تكون نظيفة ومرتبة ومزروعة لتبعث والسرور والفرح للمراجع قبل الدخول اليها لتمشية معاملته أصبحت الحالة لا تطاق فظلاً عن الحالة المأساوية التي نراها يومياً ونحن في طريقنا الى العمل، الشوارع والازقة والساحات والتقاطعات وبين الحواجز الكونكريتية من اوساخ وازبال وانقاض مرمية واشجار يابسة واوراق تالفة وحاجيات منتهية وفضلات المطاعم وكارتونات المحلات الفارغة وغسل السيارات وقواطي العصير والماء وغير ذلك من الازبال التي لا تتمكن امانة العاصمة وسياراتها الثقيلة لحملها والتخلص منها ومن شرورها واضرارها على صحة وسلامة المواطن والمنظر غيرالحضاري لها. حتى في احد الايام. وفي مداخلة للرفيق مفيد الجزائري وصف بغداد بأنها تبكي وهي على صواب دفعني ذلك للكتابة بها الموضوع المهم الذي نعاني منه ومن مخاطره الصحية والاخلاقية هو ما شاهدته من العاملين في ( المقر العام للحزب الشيوعي) من عمل دؤوب يومياً لنظافة المقر من الداخل ونظافة واجهة المقر ووضع السنادين التي تحتوي على الاوراد والاشجار الدائمة الخضرة وتبديلها بين فترة واخرى وتجديدها بالمناسبات التي تمر بالحزب والبلاد وسقيها دائماً بالماء وعدم العبث بها. مما دفع أحد الركاب الذين كانوا في سيارة(الكيا) التي كنت بها والتي تمر بالاندلس الى باب الشرقي وتوقفها قليلاً أمام المقر للقول ويؤشر بأصبعه وينبه الراكبين هؤلاء الشيوعيون الذين لم تنتخبوهم وتوصلوهم الى السلطة ليخدموكم شاهدوهم، نظيفين في كل شيء (سلوكهم واخلاقهم وثقافتهم واهدافهم وحتى مقراتهم وواجهاتها نظيفية ورشيقة وانيقة تجلب الانظار والبهجة وتفتح القلوب للفرح والمحبة والانشراح. تحية طيبة من مواطن حريص على بلده ونظافته وتحية لكل من يحمل صفة النظافة) لنفسه وبلده ولمدينته وتحية أخيرة للعاملين المجدين المخلصين في ( المقر العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي) وتدعوهم الى المزيد ليكونوا قدوة حسنة ونموذجاً يقتدى به ولنجعل من بغداد أجمل وانظف.