المنبرالحر

الاستفتاء وما ادراك ماالاستفتاء ! / عادل كنيهر حافظ

الاستفتاء هو طلب راءي حول قضية معينة ، وهذا الرأي سواء سلبيا او إيجابيا حول القضية مدار البحث ، سيكون سندا وبرهاننا ، وورقة في الجدل والنقاش ، حول أحقية او عدم أحقية ، القضية التي دار حولها الاستفتاء وطلب الراءي . بيد ان مثار التساؤلات والشبهات ، هي عن جدوى الاستفتاء ، لاسيما وان نتيجته معروفة سلفا ، حيث من النادر ان تجد مواطن كردي ،لا يريد ان تكون له دولة مستقلة ، لذلك ذهب البعض بعيدا في تصوراتهم، وراح منهم من يُتهم السيد مسعود البرزاني ، بانه يريد العودة كراءيس للدولة المستقلة بعد ان انتهت ولايته لحكم الإقليم ، والقسم الاخر يُتهم هوشيار زياري وأبو بكر زياري بأنهم دفعو الرئيس البرزاني على الاستفتاء ، ثائرا بالحكومة التي اقصتهم من مناصبهم ، وهناك من يعتقد انها عملية ابتزاز للأحزاب الاخرى التي لها رأي معين في عملية الاستفتاء ، ووضعهم على المحك في ولاءهم لكردستان ، وقسم اخر يُتهم السيد البرزاني ،باستثمار نتيجة الاستفتاء ،كورقة للتفاوض والضغط على الحكومة الاتحادية ، ولكن ألاعيب السياسة صورت الاستفتاء ، من اخذ راءي بصدد الاستقلال ،الى اعلان استقلال رغم ان القيادة الكردية وعلى لسان رءيس حكومة اقليم كردستان نيجرفان ادريس البرزاني ،أعلنت ان الاستفتاء لا يعني اعلان الاستقلال عن الحكومة الاتحادية ، مع ذلك اتخذت الحكومة الاتحادية جملة من الإجراءات عسكرية وإدارية ،دون ان تقدم مقترح واحد يقضي بمناقشة هذا الامر الهام الذي يمس أمن واستقرار البلاد ،
عموم الحال الذي ينذر بعواقب لا تحمد ، اذا لم تتدارك الحكومة الاتحادية سوء العواقب ، وتسارع الى اغتنام الدعوة التي أطلقها الإقليم بالجلوس الى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة وعلى أساس الدستور ، والعدول عن طلب الفاء الاستفتاء ، والذي يعني طلب إلغاء ارادة الشب الكردي ، وتجميد الاستفتاء هو لايختلف كثيرا عن الغاءالاستفتاء ، الذي أعلنته حكومة الإقليم ، كخطوة لتأكيد حسن النية للتمهيد لبدء الحوار ، وبالتالي مغادرة سياسة كسر الأنوف ، لان الكل ابناء العراق ، وليس هناك غالب ومغلوب ، المهم اضافة الجهود لبعضها لتلافي الردى الذي يحيق بابناء البلد الواحد ، والمشكلة هي ليس بذلك الحجم ، الذي يستعصي على الحل ،اذا سلمت النوايا وتضافرت الجهود الوطنية المخلصة .
وفي الحقيقة هناك الكثير منا ،لا يعرف ، ان الحزب الديمقراطي الكردستاني ،الذي أسسه الزعيم الخالد مله مصطفى البرزاني هدفه الرئيسي هو قيام دولة كردستان وفعلا قامت دولة في مهاباد ..... وحتى حزب الاتحاد الوطني بقيادة المرحوم جلال الطلباني ،والذي انشق من الحزب الديمقراطي وكذلك الحزب الاشتراكي بقيادة الدكتور محمود عثمان ،وحزب زحمة كيشان بقيادة قادر عزيز ،وأخيرا حركة التغيير آلتي انشقت من الاتحاد الوطني بقيادة نيشيروان مصطفى ، هذه الأحزاب الكردية هدفها النهائي هو إقامة الدولة الكردية المستقلة ، هل نقول لهذه الأحزاب غيروا أهدافكم وبرامجكم ، وحتى مشاعركم القومية .... وهل من حق احد ان يلغي ارادتهم ، للكرد وهم ملايين حق إقامة دولتهم الخاصة بهم ،وليس هناك جدلا في حق كفلته المواثيق الدولية ، وهذا الحق ينتمي الى الأصول القانونية الحقوقية . ومن حقنا فقط نشير على الكرد ان يحتفظوا بحقهم في تقرير مصيرهم ، وإقامة دولتهم المستقلة ، الى الحين الذي لايتحول معه الشروع بتنفيذ حق تقرير المصير ، الى وبال على شعب كردستان وأرض كردستان الجميلة ،
وهذا الراءي يمكن ان تضعه احزاب كردستان بالاعتبار عندما تعقد مؤتمراتها وتراجع برامجها وأهدافها ، والحياة السياسية في العراق وفي المنطقة ،أجادت بامور توكد ضعف إمكانية تحقيق بعض المشاريع ومنطلقاتها النظرية ، ومنها على سبيل الحصر القضايا الرئيسية الكبرى : ١- الوحدة العربية كانت في زمن ماء هدف ستراتيجي للقوميين العرب مثل جمال عبد الناصر وميشيل عفلق ، ومعمر القذافي وغيرهم ، لقد أجبرتهم ضروف الحياة ، ان يكفو عن السعي لتحقيق الوحدة العربية كونه ضرب من الأماني الضالة ، ولا نرى الان من يتحدث ، عن الوحدة العربية ، لا بل تخلوا حتى عن تحرير فلسطين .
٢- مشاريع الأحزاب الاسلامية في إقامة الدولة الاسلامية ، تركتها احزاب الاسلام السياسي ، وراحت تمارس السرقة ،ونهب اموال الناس بطرق لايعرفها حتى الشيطان ، حتى حولت المنكر والفحشاء الى ممارسات عادية لا تثير الاستنكار ، ولا نجد هناك صوتا حتى وان كان نشاز ،يتحدث عن مشروع الاسلام ،كدولة ودين .... ربما من المفيد ان تكون هناك معاينة ومراجعة بامكانية تحقيق الدولة الكردية المستقلة ، في ضروف غير مؤاتية بل ومعقدة وحتى عداءيه للشعب الكردي .
املي وطيد ان نحتفظ في الحق الكردي الى اليوم الذي لا يؤذي تنفيذه احدا من ابناء وطننا العزيز .