المنبرالحر

مكالمة صديقي... / نجم خطاوي

بعد السلام وكيف لونك وكيف لون أخبارك وكيف لون صحتك، بادرني بالسؤال عن كيفية قراءتي لقرار ترامب حول القدس، ومن باب الإستئناس بالرأي، والحوار الصداقي عن هموم البلد والكون...
قلت وكأني أرد على سؤاله:
- هل سمعت بعقد التسليح الأمريكي الأخير مع مملكة البحرين..
في جوابه بأنه قد سمع بذلك، كانت النبرة واضحة في عدم رضاه على جواب يظنه فلسفة لا معنى لها..
وواصلت السؤال بعد دعوتي له بالصبر قليلا:
- هناك أخبار عن نية قطر بشراء طائرات حربية من فرنسا قيمتها عدة مليارات... هل وصلتك أخبار مثل هذه...
وربما صغر حوصلته ورغبته السريعة في الحصول على جواب يشفي غليله عن قرار ترامب المتهور حسب تعبيره، دفعني لأن أفك طلاسم جوابي وقلت:
نحن معشر الشيوعيين كنّا وما زلنا ندعو إلى السلام بين الشعوب والأمم، ودعوتنا للسلام جوهرها رقي وتمدن الشعوب والبلدان، حيث لا يمكن حدوث الرقي والتمدن والتطور دون أموال وإقتصاد قوي، وحين يكون السلام فإن الأموال الباهظة التي تنفقها البلدان لشراء السلاح ستنفقها في بناء الطرق والمدارس ومجمعات السكن والمستشفيات والحدائق والمسارح والمتاحف، وغيرها....
وفي المقابل منا على الجبهة الأخرى يقف الرأسماليون وتجار الحروب، وهؤلاء تكمن مصالحهم على الدوام في الحصول على فرص جديدة لديمومة أرباحهم وتجارتهم وعبر الترويج لبضاعتهم ومنتوجاتها صناعاتهم الحربية العملاقة، عن طريق إثارة الحروب والنزاعات الداخلية والإقليمية، وحتى يكونوا على الدوام الشكافه كما نسميهم، أي حلالي المشاكل التي ابتلينا بها والتي أشعلوها هم وسط شعوبنا وأوطاننا...
ومختصر القول فأن تجارة السادة تستدعي الحروب، وحين لا توجد أسباب لهذه الحروب فإنهم يختلقون حروبا وهمية دون معنى يوهمون المكاريد والبسطاء من الناس بأنها حروب مقدسة تارة و وطنية تارة أخرى..
وستسمع يا صاحبي بعد فعلة ترامب العنصرية بعقود تسليح جديدة، مصدرها أموال فقراء بلداننا المبتلاة، وجيوبها شركات ترامب وربعه..