المنبرالحر

عام آخر مهدد بالضياع / هند احمد

مأساوي.. هذا حال طلبة الموصل في السنة الدراسية الحالية، فأغلب المدارس وخاصة في الجانب الأيمن من المدينة، تضررت بسبب الحرب، فمنها ما نُسف بشكل كلي ومنها جزئياً، وهي عرضة للخطر ايضاً فقد تحتوي على الغام او تسقط في أي لحظة كونها أنقاض ومخلفات حرب مما جعل الدوام في اغلب المدارس بعدة وجبات. ليس هذا فحسب، بل ان الصف الواحد يضم زهاء 70 طالبا او تلميذا ، بعضهم لا يجدون رحلات يجلسون عليها، وهي من الحديد فقط بسبب استخدام خشب الرحلات والابواب كوقود في فترة ظلام داعش.
كما ان النقص الشديد في الكادر التدريسي للمدارس وخاصة في الجانب الايمن بسبب انتقال المئات منهم الى الجانب الايسر كونه اقل ضرراً جعل الطلبة يعانون من عدم اعطائهم دروساً كافية حتى الآن وقد اقتربت امتحانات نصف السنة فقد تعدى طلاب المدرسة الواحدة الالاف وهذا العدد لا يتناسب مع عدد الكادر التدريسي الذي لا يتعدى عدد أصابع اليدين في المدرسة الواحدة ففي مدرسة معينة تجاوز عدد التلاميذ فيها (1500) طالب بينما لا يوجد فيها سوى أربعة مدرسين فقط وهذا نموذج عن عدة نماذج لهذه الحالة.
عدد كبير من المدارس لم تباشر بإعطاء طلبتها دروساً حتى اليوم على الرغم من مباشرة الطلاب منذ أشهر والسبب قلة الكادر التدريسي. كما ان النقص الشديد في كتب المناهج الدراسية اضطر العديد من الطلبة الى ترك المدرسة لعدم تمكنهم من الحصول على كتب المناهج او استنساخها لان تكلفتها تعد مرتفعة مقارنة بدخل اسرة خرجت من حرب شرسة انهكتها.
ان الطلبة مهددون بضياع سنة رابعة بسبب قرارات الوزارة غير الموفقة والتي أودت بالكثيرين حتى بات ترك المدرسة امراً هينا بسبب تخبط القرارات المتعلقة بتحديد دوام الطلبة او في أي صف سيدرس.