المنبرالحر

المغتربون وشهداء المسرح، هل نسيناهم ام تناسيناهم؟ / طه رشيد

خيرا فعلت اللجنة العليا المشرفة على المهرجان المسرحي الدولي الاول في بغداد ( 22 ـ 30/10/2013 )، حين كرمت، على هامش المهرجان، مجموعة من الفنانين ، وكان اكبرهم سنا الفنان الرائد اسعد عبد الرزاق وكان معه يوسف العاني وسعدون العبيدي ومحسن العزاوي وبدري حسون فريد وعزيز خيون ومن الفنانات، سليمة خضير وفاطمة الربيعي وآزاداوهي صموئيل ومن الراحلين جعفرالسعدي وابراهيم جلال وقاسم محمد، وقد عبر الفنانون المكرمون، او من ناب عنهم، عن مشاعرهم بهذا التكريم ، بكلمات بسيطة صفق لها الحاضرون طويلا. وكان عدم ادراج اسم الفنان الكبير سامي عبد الحميد مثار استغراب العديد من الحضور الذين عبروا صراحة عن استغرابهم صراخا وصفيرا .
كل الاسماء التي كرمت، وبعضها كرّم اكثر من مرة، يستحق هذا التكريم، ولكن هناك اسماء اخرى اضطرت للعيش في المنفى، منذ نهاية السبعينيات، نتيجة سياسة النظام السابق القمعية، وما زال النسيان يلف تلك الاسماء التي كان لها دور مرموق في المسرح العراقي سواء في الداخل ام الخارج مثل الفنان الكبير خليل شوقي وروميو يوسف وعلي فوزي ووداد سالم واقبال محمد علي ومي شوقي واديب القليجي ولطيف حسن وهادي الخزاعي وفارس الماشطة وسلام الصكر وحميد حساني، بالاضافة لاسماء اخرى كانت شامخة في مسرحنا العراقي ، وقد رحلوا دون ان يكحلوا عيونهم بمشهد «الصنم» وهو يتهاوى في ساحة الفردوس : الفنانة الكبيرة الراحلة زينب والفنانة الراحلة سهام حسين (ام سلام) والراحلون منذر حلمي وفاروق اوهان واكرم فاضل ..
القائمة المنسية الاخرى تعود لشهداء المسرح العراقي الذين قارعوا النظام الفاشي بفنهم وبافكارهم النيرة ، فتضرجت ارض الوطن باسمى واغلى ما يملكون، الا وهي دماؤهم الطاهرة،و لهم الحق علينا مرتين، مرة لكونهم مسرحيين ، ومرة لكونهم شهداء. وقد استطعت ان احصي مجموعة من الاسماء المسرحية الشبابية التي استشهدت في اواسط الثمانينات: دريد ابراهيم ، ماهر كاظم، حسن حنيص، صالح الموسوي، صبيح عطوان، شهيد عبد الرضا، كاظم الخالدي.. وربما هناك اسماء اخرى يتذكرها الآخرون، لذا اقترح على دائرة السينما والمسرح تشكيل لجنة لتثبيت اسماء هؤلاء المسرحيين المغتربين والشهداء والتحقق من عناوينهم وعناوين ذويهم من اجل تكريمهم كما يستحقون وهو اقل ما نستطيع تقديمه لهم ولابداعاتهم المنسية ولارواحهم الزكية.