المنبرالحر

«الشعب لا يحب الحكومة» / محمد عبد الرحمن

حقا .. العديد من المؤشرات تدل على ان الناس كفرت بممارسات هذه الحكومة ، ومعها بل وقبلها قالت المرجعية واكدت انها ملت من تقديم النصح والارشاد ولا من مستجيب ومتعظ ، ولذا كانت المقاطعة لرموزها. الناس تظاهرت في كل محافظات العراق ، وقالت رأيها ، واعلنت مطالب لها مشروعة. فماذا كانت النتيجة؟ وكيف تعاملت الحكومة معها ومع مطالبها المشروعة ؟ المماطلة والتسويف ومطاردة المتظاهرين واستخدام العنف المفرط ضدهم - هكذا كان جواب السلطة واجهزتها .فكيف تريد الحكومة ان يكون الموقف منها ؟
المواطنون لم يرفضوا اية حكومة ، وهو ما يتوجب التدقيق والتوقف عنده. ومواقف الناس المدفوعين بأمل كبير وتطلع حقيقي في السنوات الاولى بعد التغيير، هي بالفعل غير مواقفها الان. هذا من جانب، ومن الجانب الاخر ان اهل العراق لم يجبلوا على الرفض والعناد والتصدي للحكومة ، اية حكومة ؟
في الحديث صمت عن المطلوب الافصاح عنه ، وهو اسباب عدم « حب الشعب للحكومة « الحالية . فاذا سلمنا بذلك وهو امر لا بد منه، حيث هو الواقع بعينه بعد ان ملـّت الناس ممارسات المتنفذين ووعودهم، وهي تختبرهم في الصيف والشتاء ، بعد الانتخابات وقبلها. فلا بد لمن ادرك هذه الحقيقة التي باتت معروفة للداني والقاصي في عراقنا المجروح والمنكوب، ان يقول شيئا يفصح فيه عما دفع الناس الى ان تنزل الى الشوارع ، وترفع تلك الشعارات الرافضة للوضع المزري المتهريء برمته .
كيف لا تصل الناس الى هذه الحقيقة ، وهي التي تذوق المرارات ، ليل نهار، وقد اتخمت من وعود في عسل الكلام . فاين الامن والامان؟ اين طمأنينة الام التي يذهب طفلها الى المدرسة، آملة ان يعود لها سالما؟ هذا ان وجد اصلا المدرسة النظامية بحدودها الدنيا، وليس المكتظة والمزدحمة ، والتي قد لا يجد فيها مكانا يفترشه سوى الارض! ومن يهون على الزوجة قلقها المشروع وهي تنتظر بفارغ الصبر ان يفلت زوجها، هذه المرة ، من انفجار ظالم عدواني عشوائي، ويعود من عمله سالما وقد صاحبه الحظ .. والا فالمكان الذي ينتظره هذه الايام لا يخطيء? الثلاجات المبردة في المستشفيات او الطب العدلي . لقد توصل المواطن الى هذه الحقيقة منذ مدة ، وهو يتسلم راتبه الشهري الذي لا يزيد عن 150 الف دينار، فيما راتب البعض يصل ، والعهدة على الرواة ، الى 65 مليون شهريا! ولهذا تتوفر ايضا كل مقومات الراحة والخدمات ووسائل الحماية وقصور المنطقة الخضراء واسوارها المحصنة ، فيما الاول عليه ان يكافح لتوفير الصمونة ولتأمين العلاج الذي لا تقل كلفته عن 25 الف دينار عند زيارة الطبيب المختص! فاي عدالة هذه؟ وكيف تريدون من الناس ان تسكت، وحتى ان تبايعكم على بياض؟
هذا الواقع دفع الكثيرين، ومنذ زمن ، الى القول: كفى ، لقد طفح الكيل !