المنبرالحر

هنيئاً للسيد ارشد! / هند وصفي طاهر

ضحايا انقلاب شباط الاسود 1963، يستحقون بدون منية ولا مكرمة من احد، مثل غيرهم من ضحايا البعث العفلقي – الصدامي، كل الرعاية والانصاف والتكريم تخفيفاً من معاناتهم، سواء كانوا من الشهداء او من السجناء.
في هذا السياق جاءت مبادرة لجنة الشهداء والسجناء السياسيين البرلمانية ومطالبتها العادلة بشمول ضحايا شباط بقانوني مؤسستي الشهداء والسجناء السياسيين. فهذه المبادرة هي بدون شك، خطوة في الاتجاه الصحيح, وقد حظيت بالاسناد والدعم الواسعين من قوى وكتل عديدة لرفع الضيم والغبن عن هذه الشريحة المغدورة من المواطنين. ويبقى الامل في ان يستجيب مجلس النواب ويقوم بإقرار التعديل المطلوب.
وكان من المؤمل ان تحظى هذه الخطوة بدعم الكل انصافاً للمظلومين، لا ان ينبري عضو في مجلس النواب هو النائب ارشد الصالحي مطالباً بعدم شمول سجناء عام 1963، في تبرير متهافت لا منطقي يشوه حقيقة التاريخ، ويتستر على دور حزب البعث في ارتكاب تلك الجرائم، بذريعة ان تلك الفترة كان عبد السلام عارف هو الرئيس فيها، متجاهلاً عن عمد حقيقة ان من قام بالانقلاب ومن امر ونفذ الجرائم وارتكب الموبقات هو حزب البعث وقطعان الحزب « اللا قومي» التابعة له والموثقة جرائمه التي يندى لها الضمير الحي.
فان كان السيد ارشد يريد بذلك التستر على المجازر المرتكبة ويكون محامي دفاع عنها، فهنيئاً له اصطفافه مع قتلة شعبنا الذين ما زالت فلولهم «تجاهد»مع القاعدة وجبهة النصرة وغيرهما، سافكين دم العراقيين بلا وازع من ضمير او دين او اخلاق.
ونحن اذ نهنؤه على هذا الاصطفاف المتجدد، نطالبه ان يكف من الآن عن المطالبة بالمصالحة الوطنية، وعن الادعاء بكونه مدافعاً عن حقوق الانسان، طالما وضع نفسه في موقع المدافع عن جرائم لا تغتفر، حظيت باوسع ادانة داخلياً وخارجياً.
ويبقى السؤال: الا يكفي السيد الصالحي ما تعرضت له عوائل ضحايا شباط الأسود، حتى يمعن هو وامثاله في ايذائها؟ اية انسانية هذه التي يتحلي بها هؤلاء؟
لكن الحقائق تبقى ناصعة رغم ما يثيره الصالحي من ادعاءات وما يطلقه من دخان كثيف للتستر على حقيقة موقفه المصطف مع قتلة شعبنا في شباط عام 1963.
وتبقى حقيقة ان في مجتمعنا اناساً خيرين كثيرين انتصروا للمظلومين والمضطهدين، وسوف ينتصرون.