المنبرالحر

المسرح العراقي وساعة البدء / طه رشيد

«احترام الزمن» واحد من اهم اركان العرض المسرحي الجاد، سواء ضمن البناء الدرامي للمسرحية او خارج هذا البناء، ونقصد ساعة عرض المسرحية. ومن الفنانين العراقيين الذين يؤكدون هذا الامر دائما الفنان الرائد يوسف العاني (نتمنى له الصحة والعمر المديد والتغلب سريعا على الازمة الصحية التي يمر بها).
كان يوسف العاني، وكنا نعمل معه آنذاك في فرقة المسرح الفني الحديث ـ مسرح بغداد سنوات السبعينات، يصر على احترام لحظة بدء العرض، مهما كانت الظروف والملابسات المرتبطة بحضور الجمهور، وخاصة بعض الناس الذين يحظون بمكانة خاصة، كأن يكونون مسؤولين في الدولة او ضيوف اجانب ، من اجل تربية الجمهور وتوعيته باحترام الزمن في العمل وفي الشارع وفي المنزل وباختصار في مجمل الحياة . فكان جرس البدء في مسرح بغداد يدق على الثامنة مساء تماما، لا قبل ولا بعد .
اسوق هذا المثل وفي حلقي غصة ازاء ما شاب المهرجان الدولي المسرحي الاول في بغداد (22ـ 30/10/2013) من إرباكات بشأن اوقات العروض المسرحية . واستطيع ان اقول هنا بانني لا اتذكر عرضا واحدا بدأ في وقته المحدد. ليس هذا فقط ، بل وصل الامر في احد الايام ان ننتظر وقتا طويلا امام بوابة مسرح الرافدين ليخبرونا بالغاء العرض، والتوجه الى المسرح الوطني لمتابعة العرض الثاني. والعرض الذي الغي او أجل كان كما اعتقد مسرحية للاشقاء الاردنيين . ولا اعرف لماذا تركونا ننتظر وقوفا، حيث لا توجد صالة انتظار امام بوابة مسرح الرافدين، ما يقارب الساعة ليخبرونا بعد ذلك بالالغاء؟
صحيح ان برنامج المهرجان كان مزدحما بالعروض اليومية الموزعة بين ثلاثة مسارح : المنتدى والرافدين والوطني، واي ارباك أحدها يؤثر على العرض الذي يليه. ولكن الدقة في اختيار المواعيد والحرص على تنفيذها كان من الممكن ان تجنبنا الارباكات التي حصلت، خاصة ونحن في صدد تنفيذ مهرجان دولي حضره فنانون اشقاء من دول عربية مختلفة وآخرون اصدقاء اجانب. وكان لزاما علينا ان نقدم صورة صحيحة لما يجب ان نكون عليه ،خاصة اذا اضفنا سببا آخر وهو ان المهرجان المسرحي جاء ضمن نشاط بغداد والاحتفاء بها عاصمة للثقافة العربية. والثقافة علمتنا ان نحترم الزمن اذ تؤكد دوما ان الزمن كالسيف إن لم تقطعه قطعك !