المنبرالحر

ضربات القاعدة بعلم أمريكا! / د. محمود القبطان

لم يعد سرا مدى سرعة وتكتيك القاعدة في اختيار زمان ومكان ضرباتها الموجعة حتى في المناطق التي كانت آمنة سابقا.لم تبقى في بغداد أو في محيطها كما في الأشهر السابقة وإنما وصلت الى محافظات كانت بالأمس الأول تسمى آمنة مثل محافظة المثنى والديوانية والبصرة,كما حدثت اليوم العاشر من ت2 وفي أوج مراسيم التحضير ليوم عاشوراء,فتسقط الأجساد البريئة بين جريح وقتيل.ويبدو إن مسلسل القتل والتدمير سوف يستمر مادام ليس هناك وفاق وطني ودولة مؤسسات وحكومة فوق الطوائف (المكونات, كما يسمونها)والقوميات .ولكن ضربات القاعدة أصبحت يومية وفي أية ساعة ولكن ليس بعيدا من معرفة أمريكا أم الأزمات.

1:
في يوم الجمعة الماضية في 8 ت2 في ندوة مسجلة لرئيس الوزراء المالكي مع قناة الحرة العراق,حول زيارته الى أمريكا وما دار بها وحول ماذا كانت نتيجة الزيارة ولماذا رجع المالكي الى العراق قبل يوم من الموعد المحدد.
تعددت الروايات والإشاعات ولكن بالملموس يمكن معرفة أسباب الاستعجال بالرجوع الى بغداد ليس تشريع هذه القانون أو ذاك ولكن إن مسألة التسليح وصلت الى طريق مسدود,كما يبدو ولذلك قال المالكي إن التوجه الى روسيا حول الحل المؤقت لحين موافقة الجمهوريين على تسليح العراق بطائرات اباشي.
ولكنه استدرك وقال أمريكا في النهاية سوف تزودنا بالطائرات والسلاح الذي نريده,لاسيما في مكافحة الإرهاب.افتراضا منه إن الإرهاب سوف يبقى أعوام طوال الى حين تتكرم علينا أمريكا .
في هذا الخصوص الروس ليسو أغبياء الى هذه الدرجة يستخدمون وقت الحاجة وهم ليسو في زمان الاتحاد السوفيتي يعطون الكثير مجانا وانما الدفع والنفع والفائدة للمصلحة الروسية في المقدمة.وسوف لن يقبلوا بتكتيك لإحراج أمريكا في التسليح,مع معرفتهم إن لكل دولة الحق في شراء أسلحته من أي دولة متطورة وتنوعها,كما سوف يحدث في مصر الآن حيث تتجه وبسرعة نحو روسيا بعد أن حجمت أمريكا مساعداتها الى مصر,وروسيا بالنسبة الى مصر قد تكون الشريك القديم الجديد لها إضافة الى أن بعض المراقبين يتكهنون بإمكانية بناء قاعدة بحرية روسية في مصر بدل القاعدة في اللاذقية في سوريا مستقبلا.

2:
القضية الثانية التي تثير الانتباه حول مقابلة المالكي مع الحرة/العراق هي المعلومة التي أطلقها بأن القوات العراقية استطاعت القضاء على اخطر القواعد للقاعدة في المنطقة الغربية بمساعدة الخرائط الأمريكية التي بحوزتها.يقول السيد المالكي إن أمريكا ومن خلال تواجدها في العراق كانت عندها مجموعة معلومات وبيانات وخرائط حول قواعد القاعدة الإرهابية في غرب العراق وقد نجحت القوات العراقية في ضرب أحدى اكبر تلك القواعد .نعم خبر يفرح له كل عراقي وطني حقيقي في ضرب قواعد الإرهاب في وطننا الحبيب واستتباب الأمن,لكن السؤال الذي لم يطرحه مقدم البرنامج على المالكي ولا المالكي على الأمريكان هو :لماذا لم يزودوا العراق بتلك المعلومات والخرائط التي بحوزتهم للمساعدة على القضاء تلك القواعد مبكرا وتجنب سقوط الآلاف بين قتيل وجريح.فقط في الثلاثة أشهر الأخيرة قتل ما لا يقل عن 3000 مواطن برئ وأعدادا مضاعفة من الجرحى.يعني كان بأمكان الأمريكان"محرري العراق"أن يوقفوا تقدم إرهاب القاعدة وفي أية منطقة حسب معلوماتهم وخرائطهم,لكن يبدو إن المستفيد الأول من ضربات القاعدة في العراق هي أمريكا أولا وأخيرا,وقد تتولد قناعة قريبة هو التعاون الكبير بين القاعدة وأمريكا مما سوف يعّقد المشهد السياسي المتأزم أصلا.ووقتها يبدو,إن صَحَ هذا التوقع أو القناعة, يمكن القول بأن أسامة بن لادن الذي كان صناعة أمريكية خالصة ضد النفوذ الشيوعي في أفغانستان وانقلابه عليهم قد تكون القاعدة في العراق هي استمرار لنفس الصناعة وكل يجري في علمهم و حسب مصالحهم,حيث فقدان الأمن والقتل اليومي و توقف مسار العملية السياسية في العراق بالاتجاه الصحيح هي من صلب السياسة الأمريكية مهما صَرّحت الإدارة الأمريكية بخلاف ذلك.

يبقى على العراق أن يعرف أصدقاءه من أعداءه.وعلى الحكومة أن تطالب وبقوة بكل المعلومات عن القاعدة وأماكن تواجدها في العراق من أمريكا لضربها في مواقعها وتدميرها.وليس تقديم معلومات حسب قناعة أمريكا نفسها,وألا أين العراق من التحالف الإستراتيجي المزعوم معهم؟