المنبرالحر

مهرجان (الكميت) الثالث والأدباء السريان ، ليته كان سهوا / زهير بهنام بردى

كم هي جميلة مثل لوحة راقية ومعبرة عن النسيج العراقي المتماسك، هي المهرجانات الثقافية التي تعكس الهوية الوطنية للشعب العراقي وترسخها كما كانت ومنذ أجدادنا الذين أبدعوا في ترسيخ هذا التلاحم والرقي الحضاري والإبداعي بالملاحم والصروح الحضارية، وهذه المهرجانات هي العنوان المشع التي تبث من خلاله الثقافة العراقية رسالة إلى العالم تعبر عن عمق التعايش المصيري والأخوي، وما المهرجانات الثقافية التي تضم مكونات الشعب العراقي إلا الناتج الجميل الصادق لهذا التشكيل والنسيج المتماسك لإنسان عاش في هذه الأرض وبنى مجدها وحضارتها وارثها الفكري والثقافي والمعرفي.
هذه المهرجانات هي هوية للأدباء العراقيين جميعا الذين تماسكوا وما تأثروا بالاحتقانات العرقية والطائفية والاثنية بل تماسكوا وتمسكوا ليعكس الأديب صورة راقية حضارية للتعايش التاريخي والشراكة والوشائج والحلقات الاجتماعية والجذور الأصيلة التي وحدت أبناء هذا الشعب بكل مكوناته.
ونحن السريان الاصلاء الذين لنا مساهماتنا الفكرية والإعلامية والثقافية والعلمية ونفخر بعراقيتنا وبمساهمة أسماء أدبية وعلمية في ترسيخ الثقافة العراقية بدافع عمق انتمائنا لعراقنا الحضاري المبدع كما اننا في جميع فعاليتنا التي نقيمها لا ننسى دعوة المثقفين والأدباء من العرب والكورد والتركمان والشبك والصابئة والايزيدية وما الحلقة الدراسية التي أقامتها قبل أيام المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية في إقليم كردستان ومهرجان برديصان الذي يقيمه اتحاد الأدباء والكتاب السريان ومهرجانات نادي نوهدرا في دهوك والفعاليات الثقافية في بخديدا وعنكاوة وبقية المدن التي يسكنها أبناء شعبنا إلا دليل على هذا التواشج والعمق والعنوان الجميل التي تعكسه، وهو أن الثقافة العراقية لها من الأصالة والروافد التي تصب في ألق إنتاجها الثقافي والمعرفي والفكري ما يجعلها وبفخر تتفوق على كل العناوين الفارقة والمفرقة.
وأنا عزت عليّ نفسي وعراقيتي أن أذكر القائمين على مهرجان الكميت الثقافي الثالث الذي عقد في (ميسان) مستهل الشهر الحالي بأننا عدنا من مهرجان المتنبي قبل فترة وما زلنا نحتفي مع أنفسنا بما حظينا به من محافظ واسط السيد محمود عبد الرضا طلال والمسؤولين فيها إضافة إلى الزملاء في اتحاد أدباء واسط من حفاوة ومتابعة مما جعلنا نزهو بأننا أدباء نسمو بعراقيتنا على كل المسميات، واذهب بعيدا لاتحاد أدباء النجف وتأكيدهم على ضرورة مشاركتنا ومثله فعل اتحاد أدباء البصرة في مربده وكذلك مهرجان كلاويز في السليمانية واحتفاء أدباء بابل وكربلاء وكركوك والمثنى من خلال أحاديثهم للتنسيق في إقامة هكذا مهرجانات وفعاليات ثقافية مثمرة.
أعود من البدء لأقول: سكت وما كان في نيتي أن أثير هذا لولا اطلاعي على فعاليات مهرجان الكميت الثالث وما صدر عنه من تأكيده على الهوية الوطنية والتمسك بعراق ديمقراطي موحد، وكم كنت اتمنى ان يكون تهميشنا ليس عن قصد بل ليته كان سهوا ليتم تلافيه في القادمات من الفعاليات وفي مختلف الأروقة والمهرجانات الثقافية المقبلة لنساهم معا في اغناء هويتنا الثقافية العراقية العميقة الجذور.