المنبرالحر

والعنف ضد المرأة / محمد موزان الجعيفري

كثر الحديث عن العنف ضد المرأة وكلما ذكرت المرأة والزواج، تناهت الى ذاكرة المتحدثين المتطرفين (طبعا) الحكاية القديمة التي تروي قصة الزوج الذي قطع رأس القطة داخل غرفته في ليلة عرسه، ومغزى الحكاية ان العنف الذكوري سيكون الدرس الأخلاقي للمرأة الذي يجعلها تتخوف من اي تصرف قد تتجاوز فيه على حدود البيت (زوجها).
لعل الدعوات لوقف العنف ضد المرأة كثيرة من قبل الشخصيات الوطنية التقدمية والمنظمات المدنية المحلية والتي تخص الدفاع عن حقوق المرأة، وباتت تغطي مساحة كبيرة وشاسعة في وجودنا في المجتمع فضلا عن متطلبات المنظمات العالمية المهتمة بحقوقها لرفع الحيف والغبن عنها ولأجل معاملتها كمعاملة أخيها الرجل في الحقوق والواجبات.
من وجهة نظري الشخصية أرى ان بعض الدعوات والندوات والمحاضرات التي تهدف الى إيقاف العنف ضد المرأة لا تحقق الهدف المرجو منها، بدليل ما يقابل تلك الدعوات من اتساع لظاهرة العنف، فالكثير منهن مازلن يتعرضن للضرب من قبل الرجل وأمام أطفالها، وتطرد من بيتها بكل قسوة ووحشية، فيما يفترض ان تكون هي سيدته بقيم المساواة التي ننشدها.
ربما لان بعض تلك الندوات التي تدعو لأنصاف المرأة، ابتعدت عن جوهر القضية وجذورها الأساسية الا وهو الرجل ذاته الذي يمثل في مجتمعنا الشرقي والذكوري (سي السيد)، ومن هنا يتوجب ان توجه تلك المطالبات والدعوات المدنية الى الرجل ذاته، للمساهمة في حملة تحريره من عقدته الذكورية ومن جبروته وتسلطه. فكل الدعوات لا تنفع ان لم يتحرر الرجل من الداخل. وان ترتقي نظرته الدونية للمرأة الى المستوى الذي يعزز مكانتها، ويساعدها في تحقيق منجزات لصالح حقوقها المدنية، ولابد ان تركز الندوات على توعية الرجل بأهم بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمرأة حصرا، والذي وجهت بشكل خاص اليه باعتباره الركيزة الأولى نحو تحرر المرأة، وانها لا تقل أهمية عنه باضطلاعها بمسؤولية بناء المجتمع والاسرة جنبا الى جنب الرجل.