المنبرالحر

الفرصة للتغيير قادمة .. فلنغتنمها / زهير ضياء الدين

كثيراً ما نسمع عبارات التذمر والنقد اللاذع والإستياء من الأوضاع السياسية والأقتصادية والأمنية والإجتماعية التي نمر بها وعلى نطاق واسع ومن جميع شرائح المجتمع وبشكل خاص تلك التي تعاني من وطأة الحياة بجميع نواحيها .
- وتعتبر الأنتخابات واحدة من الآليات التي تتيح للمواطن التعبير عن رأيه من خلال تصويته لمن يثق بهم وتتوفر القناعة لديه بأن من سيصوت له سيكون أميناً على هذا الصوت في حالة وصوله الى الهيئة المنتخبة .
- وإثارة هذا الموضوع في الوقت الحاضر تأتي لقرب موعد أنتخابات مجلس النواب التي ستتم في الثلاثين من نيسان /2014 ، حيث سيتاح أمام العراقيين داخل وخارج العراق انتخاب مجلس جديد لأعضاء البرلمان الذي سيشكل السلطة التشريعية ومن خلاله ستكون هنالك سلطة تنفيذية جديدة متمثلة بمجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية لذا فإن الفرصة الذهبية التي نتحدث عنها تتمثل بزحف جماهير الناخبين الى المراكز الإنتخابية بكثافة عالية للإدلاء بأصواتهم التي تتناسب وحجم التذمر والإستياء من الوضع الحالي الذي يعيشه الشعب العراقي وطموحاته المشروعة حيث أن معظم الساسة كرسوا جهودهم لمكاسبهم الشخصية ومكاسب الكتل التي ينتسبون اليها .
- إن المستقبل المزدهر للعراق لا يتم بناؤه إلا من خلال المواطنة الحقيقية التي يجب أن يجسدها المواطن ومن يمثله بعيداً عن التقسيمات الطائفية والأثنية والمناطقية التي كانت سبب البلاء الذي يعيشه العراق منذ سنوات والأداة الوحيدة التي يمكن أن تغير هذا الواقع تتمثل بالمواطن الذي يعي حقوقه ومسؤولياته ببمارسة دوره الفاعل في الأنتخابات بعيداً عن اللأبالية وعدم الشعور بالمسؤولية التي تمثل السبب الرئيسي للكارثة التي يعيشها العراق حالياَ .
- ويبدأ دور المواطن الفاعل من تأريخ فتح مراكز تسجيل الناخبين فعلى كل مواطن مراجعة هذه المراكز للتأكد من وجود أسمه وعائلته بالشكل الصحيح لتلافي أي نقص كي يكون مطمئناً للمشاركة في عملية التصويت يوم الأنتخابات ولا يهدر صوته واللا أبالية في هذا الجانب ستكون الخطوة الأولى لتغييب صوت الناخب وأفراد عائلته التي تركز على وجوب مساهمتهم الفعلية في عملية التصويت حيث سيكون للصوت الواحد أثره الفاعل في إيصال الممثلين الشرعيين للبرلمان .
- وبالرجوع الى قانون إنتخابات مجلس النواب الذي صوت عليه مجلس النواب مؤخراً والذي شكل حصيلة الصراعات التي خاضتها الكتل الكبيرة فيما بينها ومع القوائم المستقلة والديمقراطية للحيلولة دون وصول هذه القوائم الى مجلس النواب للإبقاء على الوضع الحالي الذي كانت محصلته الوضع الكارثي الذي يعيشه العراق حالياً ، إلا أنه وبالرغم من تحقيق الكتل الكبيرة للكثير مما سعت لتحقيقه إلا أنها في النهاية أضطرت للرضوخ لمطالب القوى الديمقراطية والمستقلة بالإتفاق على حل وسط في موضوع آلية توزيع المقاعد من خلال أعتماد نظام سانت ليغو المعدل الذي سيؤدي الى تهميش جزء من الأصوات التي ستحصل عليها القوائم الصغيرة بزيادة الرقم الأول الذي تقسم عليه الأصوات من (1) الى (1,6) اي انها غيبت (0,6) من الأصوات .
- من المفترض أن الحراك الشعبي الواسع الذي تمثل بالتظاهرات والذي شمل جميع محافظات العراق يمثل الحالة الأنضج من أجل التغيير لتجاوز تردي الخدمات والفساد الإداري والمالي وتردي الأمن الذي عم جميع أنحاء البلاد حيث ساهم هذا الحراك في أنضاج وعي المواطن وشعوره بالمسؤولية من أجل بناء الدولة المدنية التي يسودها القانون .
- لذا فإن المشاركة الواسعة في التصويت تشكل العنصر الأساس لإفشال هيمنة الكتل الكبيرة على مجلس النواب ومستقبل العراق للوصول الى مستقبل مشرق للعراق من الضروري التصويت لممثلي القوى الديمقراطية التي تؤمن ببناء الدولة المدنية حيث يعلو القانون وتصان كرامة الأنسان وحماية حقوقه وضمان تمتعه بخيرات بلده وذلك بالرغم من محدودية عدد المقاعد التي ستحصل عليها القوى الديمقراطية حيث أن مجرد وجود أصواتها في مجلس النواب التي ستكون قوية وعالية بما يتجاوز حجمها المادي من إيصال صوت الشعب الحقيقي بكافة مكوناته بعيداً عن المحاصصات المختلفة .
- لذلك نكرر نداءنا لكل عراقية وعراقي داخل وخارج العراق للتوجه الى مراكز الأنتخاب في اليوم المحدد حيث سيشكل كل صوت شريف رصاصة لدحر التخلف والفساد وصولاً الى أستخدام خيرات هذا البلد لأسعاد أبنائه .