المنبرالحر

مِلّة الإرهاب واحدة ! / محمد عبد الرحمن

يبدو ان البعض مصمم على المزيد من التأجيج الطائفي دون ان يرف له جفن بعد ما الحق من اضرار جسيمة بالعراق وشعبه ، وبعد أن احدث شرخا عميقاً، في وحدة البلد الوطنية ، وفي تماسك نسيجه الاجتماعي .
التاجيج متواصل ، متصاعد ، وهو سيد مواقف الكتل السياسية المتورطة فيه . هي لا زالت سادرة في مواقفها، محولة ، عن عمد وقصد، خطأها الفاحش ، وربما الأكثر من فاحش ، الى خطيئة لا تغتفر، هي كما يبدو سلاحها المفضل في معركتها للبقاء في السلطة . ولم نعد نستغرب التهييج على هذا الخط ، كلما اقتربت الانتخابات ، اية انتخابات ، سواء لمجالس المحافظات ام مجلس النواب ، واعتماده طريقا لاستدرار العواطف ، ولتزييف الوعي او تغييبه كاملا ، وحصد الاصوات دعماً لدورات جديدة من العنف والفساد والنكث بالوعود والعودة الى الوراء، بحك? تقدم الزمن وضياع الفرص والاموال .
هؤلاء اعمتهم مصالحهم الخاصة الضيقة ، وشهوتهم المفتوحة على السلطة والنفوذ ، شهوتهم الى الاستيلاء على كل شيء ، المال والقرار، وليذهب الوطن الى الجحيم ، فالمهم ان تبقى العروش « والكروش «. ولا باس في موجة جديدة ، وباساليب جديدة وخبرة عالمية ، من الدعاية الزائفة وذر الرمال في العيون ، والحديث المنمق عن الديمقراطية والعدالة والدولة المدنية وحقوق الانسان، والسعي الى اغداق « المكرمات «واطلاق التصريحات عن الحرص على مصالح الناس ، بل والحديث عن «الحارس الامين» ، و»القائد الضرورة» ، هبة الله للعراقيين في هذا المق?ع الزمني الحساس من تاريخ بلدنا المبتلى ! ولولاه لهلك الزرع والضرع .
وليس ادل على هذا الاحتقان الطائفي من عودة جثث المغدورين الى شوارع بغداد ، وتصاعد وتيرة الاغتيالات على الهوية ، والتي تبقى الجهات التي تقف وراءها مجهولة كما تعلن السلطات الرسمية ! ولكنها معروفة جيدا للداني والقاصي من ابناء شعبنا. وكذلك استهداف مدن ومناطق واحياء بعينها لدوافع جلية واضحة. وهنا يتساوى الطائفيون القتلة، في ارتكاب الجريمة ، وازهاق ارواح البشر، سواء حصل القتل العمد في الطوز او في الرمادي ، في مدينة الصدر أوالشعلة أوالدورة أوالبياع أوالحرية أوالكرادة أوالكاظمية أوالتاجي وابو غريب أوابو دشير و?رب جبور في محافظة بغداد. او سواء تعلق الامر بتفجير في بابل والموصل وذي قار والمثنى ، او كانت له صلة باختطاف شيوخ عشائر في البصرة وتصفيتهم على نحو لا إنساني. فهذا كله لا علاقة له باية قيمة ومذهب ، فملة القتل والإرهاب والإجرام واحدة !.
من حق الناس ان تتساءل ، ونحن نقترب من موعد انتخابات مجلس النواب ، عما يقف وراء هذه الموجة الجديدة من التقتيل والتهجير على الهوية، ومن موجات الاعتقال غير المؤسسة على نحو سليم وقانوني، ومن التدهور المريع في الوضع الامني !
انه على اية حال فشل مريع للسياسة المسؤولة عن ذلك ، و للمؤسسات والاجهزة والمسؤولين المباشرين عن هذا الملف الذي يراد له ان يبقى داميا. وهو بطبيعة الحال فشل كبير بحجم الوطن ، ووثيق الصلة بحاضره ومستقبله .
ويبقى السؤال : هل يستحق المسؤول عن كل هذا الفشل المتعدد ان يبقى في موقعه ، وهل يستحق اعادة انتخابه ؟ الإجابة ننتظرها من الناس يوم 30 نيسان 2014. وستعتمد هذه الإجابة على درجة وعيها لمصالحها الآنية ، وبعيدة المدى.