المنبرالحر

دور التعليم في تدعيم العملية الديمقراطية وحقوق الانسان / نعمت الاغا

التعلم مفتاح تطوير الامم، وتقدمها ورقيها. فممارسة المواطن لحقه في التعليم، هي الشرط الرئيس في تحسين مستوياته المعرفية والاخلاقية والمهنية، وجعله قادرا وفعالا في بناء مجتمعه، على اسس سليمة، تشمل جوانبها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والخدمية.
مفهوم الديمقراطية:
كلمة يونانية، معناها حكم الشعب او سلطته، تتركب من كلمتين الاولى (ديموس) وتعني الشعب، والثانية (كراوتس) ومعناها حكم او سلطة. والديمقراطية تعني حكم الشعب او سلطته. وهي نظام انساني، يؤكد قيمة الفرد، وكرامته الشخصية والانسانية.
مبادئ الديمقراطية تقوم على عدة اسس اهمها:
1- مشاركة كل افراد المجتمع في تنظيم شؤونهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية.
2- الديمقراطية تعتمد على مبدأ، الحرية والمساواة والعدالة. فلا تمييز بسبب الجنس او الدين او اللغة، او المكانة الاجتماعية.
3- الديمقراطية سلوك وتعامل، مسبوق بايمان وقناعة.
4- وتتطلب الديمقراطية تمتع المواطنين بجميع الحريات والحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتعليمية. واهم ما يميزها هو احترام حقوق الانسان.
5- ترتبط الديمقراطية بالتربية ارتباطا وثيقا. ولا توجد ديمقراطية بدون تربية، ولذلك ظهرت التربية الديمقراطية، التي اصبحت احدى سمات الالف الثاثلة، وحاجة رئيسة فيه لمواكبة هذا العصر الذي يتصف بتحولاته السريعة جدا، نحو تطوير معارف واتجاهات ومهارات وقيم المواطنين بهدف تغيير ثقافة الديمقراطية في المجتمعات الانسانية.
6- لقد اصبحت التربية الديمقراطية تساهم في تنشئة الدارسين واعدادهم ليكونوا قادرين على التكييف الايجابي لمقتضيات الحياة الديمقراطية، والمساهمة في تحقيق التنمية الشاملة بكل ابعادها.
7- للتربية الديمقراطية اهميتها الكبيرة في مجال تعزيز ثقافة التسامح ومفاهيم حقوق الانسان لدى تلاميذ اليوم الذين سيصبحون قادة في المستقبل. فالتسامح ضد العنف، وهو حامي الشعوب من العنف والحروب، وهو مطلب اخلاقي وسياسي وقانوني، خاصة اذا تضمنت المناهج والنظام التربوي مبادئه وقيمه.
8- يرتبط التعليم بحقوق الانسان بعلاقات حميمية، لأن تعليم حقوق الانسان والعمل على اشاعتها يعد هدفا في حد ذاته، وخطوة هامة. وتصبح مسألة تفعيل دور المؤسسات التعليمية المختلفة في تنمية الوعي بحقوق الانسان، ففيها تنمو شخصية الدارسين ومواهبهم وقدراتهم الفعلية والبدنية، ويتحدد مصير مجتمعهم، الذي يستقيم عندما تقوم مؤسسات التعليم بدورها الفاعل في تشكيل سلوك الطلاب وتكوين مشاعرهم واتجاهاتهم نحو قيم عليا نبيلة تكون اساسا لحياتهم الفعلية. «فتطبع فيهم الأيمان بانسانية الانسان، وترسي وتجذر في ذواتهم قيم التسامح واحترام الآخرين، والمساواة والعدالة، والحرية والسلام، والصداقة بين الشعوب، بدلا من قيم التسلط والجمود، التي قد تكون سببا في ظهور حالات العنف والتطرف بين الطلاب». سمير عبد القادر خطاب ومحمد فتحي علي موسى، التربية والوعي بحقوق الانسان في الاسلام/ مؤتمر حقوق الانسان/ رؤى تربوية.
وقد اشار الكثير من التربويين واكدوا على ادماج مبادئ حقوق الانسان والمفاهيم الديمقراطية في المناهج التعليمية، واكدوا ايضا على ضرورة تكوين نواة من المدرسين والمشرفين التربويين، ممن يمتلكون المهارة في نقل مبادئ حقوق الانسان الى الطلبة من خلال الحصص المنهجية في المدارس.
9- توجد الان ضرورة ملحة وكبيرة لتعليم حقوق الانسان ولكي يتحقق الوعي بحقوق الانسان، يجب الابتعاد عن طريق التلقين وحشو ذهن الطالب بالمعلومات. والتأكيد على استخدام الأساليب التي تحرك ادمغة الدارسين لتتفاعل مع المعلومات والمعارف التي تقدم لهم.
واشار د. يوسف ذياب عواد مع زملائه في كتابهم «حقوق الأنسان في الحياة التربوية الواقع والتطلعات: «ان كرامة الفرد انعكاس لكرامة الوطن، ذلك ان الفرد هو حجر الاساس في بناء الوطن، وبقيمة الفرد وبعمله وبكرامته تكون مكانة الوطن وهيبته. وان ديمقراطية الحكم، وديمقراطية التوجه العام في الحياة، هي النظام اللائق بكرامة الانسان».