المنبرالحر

سباق الأنتخابات بين ابن الشعب وابن السلطة ..!!/ علي فهد ياسين

قد يكون العنوان صادماً للبعض ، لكنه واقع حال نعيشه في تفاصيل حياتنا اليومية ، بعد عقدِ كامل على سقوط الدكتاتورية ومشاركتنا ( نحن أبناء الشعب ) في أختيار طواقم السلطات البديلة عن طريق الأنتخابات التي دفعنا أثمانها غالياً من دماء أبنائنا في ملاحم يشهد على تفاصيلها العالم أجمع كاره ومحب وبالصوت والصورة ودون تمييز بين طوائف وقوميات وأغنياءِ وفقراء ونساءِ ورجال وشيبِ وشباب وداخلِ وخارج ، حتى أسميناها أعراساً رداً على سنوات القتل والقهر والظلم والذل والحرمان الذي تعرضنا له من عصابات البعث على مدى أربعة عقود عجاف من حياتنا .
مثلما كان العنوان صادماً يأتي السؤال صادماً كذلك ، ما لذي جنيناه ؟ ، وكيف نقبل بالنتائج ؟ ، وما هي التبريرات التي تساق لنا من طواقم السلطات التي أنتخبناها ؟ ، وما لعمل ونحن مقبلون على الأنتخابات الجديدة في العام القادم ؟.
لقد أفرز أداء القائمين على شؤوننا ، ممن أنتخبناهم في الدورات الماضية ، جميع الكوارث التي نعيشها ، وأنقسم المجتمع الى فصيلين لا جامع بينهما ، فصيل السلطة المتمتع بكل منافعها وعموم الشعب المتضرر من سياساتها ، وأصبح واضحاً للعيان تردي حال الناخبين في جميع مدن العراق وتصاعد أحوال المنتخبين والدوائر المحيطة بهم من مسانديهم الحزبيين والمقاولين والسماسرة والمنتفعين ، على حساب عامة الشعب الذي يشكل الفقراء نسبته الغالبة .
وللمعترض على تقسيمنا للعراقيين في الأنتخابات القادمة بين ابن الشعب وابن الحكومة نقول، أن طواقم المرشحين لها تفصح عن ذلك، فأبن السلطة سيفضحه ثراء حملته الأنتخابية قبل جهود التزوير المهيأة لأسناده، وما جرى ويجري من أساليب وتفرعات للقوائم يدخل في باب الثعلبة السياسية للحفاظ على المواقع، وهي في مجملها تهدف لبقاء الخارطة السياسية على وضعها المفيد لجميع الأطراف ، وما المعلن من تفاصيلها الا قمة جبل الثلج المخفي تحت مياه طاولات التفاهم على تقسيم الغنائم من جديد، أما أبناء الشعب الذين سيشاركون فيها ممن لا ينتسبون لأحزاب السلطة ، والمراهنين على أصوات الناقمين على الطرف الآخر ، فأن حظوظهم في الفوز ستعتمد على المشاركة الواسعة للناخبين ، من أجل تغيير الخارطة السياسية ، وبأمكانات فقيرة في الأعلان والترويج ، لأنهم لازالوا يثقون بأمكانية صحوة الضمائر وجديد أصطفافها خلفهم بعد أن خذلتها الأدعاءات الفارغة .
على ذلك تكون الدعوة صريحة وبصوتِ عراقيِ واحد ، أن لا تغيير لواقعنا المؤلم الا بالمشاركة الواسعة في الأنتخابات ، لأنها الطريق السليم لأختيار البديل عن الفاسدين وتصحيح مسار البناء للعراق الجديد الحقيقي وليس الذي ينادي به المنتفعون المتاجرون بالشعارات الفارغة التي ثبت زيفها وخفت بريقها أمام حقائق الواقع العراقي المرير .