المنبرالحر

لماذا يتم خلط الاوراق بهذه الطريقة / احمد عبد مراد

كانت ولا زالت الحكومة العراقية تسير في ذيل الاحداث ،فموضوع عودة تنظيمات القاعدة الى الاراضي العراقية قد بدأ من جديد واخذ ينشط ويتسع ويمارس نشاطاته الارهابية منذ تثبيت اقدامه في الاراضي السورية ومنذ اتحاد مايسمى دولة الاسلام في العراق مع جبهة النصرة في سوريا وانبثاق ما اطلق عليه اختصارا ( داعش) وكان رئيس الوزراء العراقي قد صرح اكثر من مرة الى انعكاس ما يجري في سوريا وتداعياته على الوضع العراقي سلبا .. ولكن من الناحية العملية لم تتحرك الحكومة العراقية بأتخاذ التدابير الاحترازية والخطط اللازمة الفعلية للحؤول دون وصول ذلك الخطر الى الاراضي العراقية واستفحاله بحيث استطاعت القاعدة امتلاك زمام المبادرة وشن الهجمات الاجرامية الاكثر دموية على ابناء الشعب العراقي وقواته المسلحة وايقاع المزيد من الضحايا الابرياء بينما كانت الحكومة العراقية مربكة وعديمة المبادرة وتكتفي بردود الافعال ، فقد ضربت القاعدة في الشمال والوسط والجنوب باحكام ونوعية واقتحمت وسيطرت ولو لبضع ساعات على مواقع حيوية ودمترها واخرها ما حصل في كركوك وفي صلاح الدين ( المول..والفضائية) وعلى الصعيد الاخر تركت الحكومة العراقية الاعتصامات في الانبار لفترة طويلة دون حل الى ان اصبحت مأوى ومرتعا للارهابيين من القاعدة وغيرهم وكان الاجدر بالحكومة وهي التي تمتلك سبل ووسائل كثيرة لاحتواء تلك الاعتصامات ومن مختلف الجوانب سواء بتلبية المطالب العادلة اوتحييد بعض الجهات المشاركة وذلك باشراكها في القرار السياسي وبحل المشكلات الممنكة الحل وكذلك برصد واحباط تحرك القوى الفاسدة والحاقدة والتكفيرية سواء القاعدة او البعث العفن او غيرهم ممن يتربص بالشأن العراقي ويضمر له شرا ،ولكن الحكومة العراقية بقيت متفرجة تقريبا الى ان طفح الكيل وبدى الامر وكأن القاعدة تهم باجتياح العراق او بعض مدنه واقامة عاصمة لها في صلاح الدين والاعلان عن قيام دولتها في ديالى وكركوك والعاصمة صلاح الدين .. عندها شعرت الحكومة بالخطر المحدق وحركت قواتها باتجاه معسكرات القاعدة في الانبار وكان يفترض ويتطلب ان تهيئ الحكومة العراقية مستلزمات تأييد ونجاح الحملة العسكرية قبل حدوثها ومن هذه المستلزمات التشاور مع القوى السياسية وكسب تأييدها وكذلك تعبئة الجماهير الشعبية وكسب تأييدها وزجها في المعركة لنصرة ومؤازرة الجيش والقوى الامنية العراقية وكما اعتقد كان يتطلب من الحكومة عدم اثارة مسألة ازالة خيام المعتصمين في الانبار والتهديد باقتحامها وتحديد وقت محدد لذلك والزام انفسنا اي الحكومة به كما جاء على لسان رئيس الوزراء في احد خطاباته الاسبوعية .
ان التحرك وضرب الارهاب اينما وجد امر لابد منه وان كل الخيرين من ابناء الشعب العراقي وقواه الوطنية تؤيده ،وان جاء متأخرا وهو افضل من ان لا يأتي ويترك الحبل على الغارب ..ولكن الان نلاحظ ان الامور قد تشابكت نتيجة اختلاف الرؤى والمصالح والاهداف ..فهناك من يرى ان دولة القانون قامت بهذه العملية وفي هذا الوقت بالذات لتأجيل الانتخابات وكذلك للكسب الانتخابي وهناك من يقول ان التحرك طائفي ويهدف لضرب مكون محدد واخر يرى ان العملية تشوبها وتصاحبها خروقات دستورية (كما حصل مع احمد العلواني وسقوط قتلى وجرحى) ولكن الكل يعلم ان العلواني فصل نفسه من البرلمان ولم يعد يحضر اجتماعاته واطنب في التصريحات الطائفية المؤججة للفتنة ..وفي سياق خلط الاوراق والمخاطر الناجمة عن ذلك نرى ان كتلا سياسية مهمة ادانت وحذرت اوشككت بما يجري على الساحة العراقية والكتل هي التيار الصدري ومتحدون والوطنية الخ..وهذا يعود بالضرر على تماسك الوحدة الوطنية والتوجه لضرب القوى الارهابية الظلامية ..وقد يعزوا البعض حصول هذا الشرخ نتيجة لانفراد دولة القانون والحكومة بأتخاذ القرارات المصيرية.