المنبرالحر

عام التغيير !/ يوسف أبو الفوز

يقترب العام 2013 من نهايته مثقلا بالهموم، تاركا لنا العاصمة بغداد ومدن بلادنا الاخرى مثقلة بالوحل والبرد، وبتبريرات المسؤولين لعجزهم عن توفير الخدمات للناس، التي ملت الوعود والشكوى، واستمرار التدهور في الوضع الامني. حيث عادت تلوح منغصات أشبه بما كانت عليه ايام الحرب الطائفية الشرسة في عام 2006، من نشاط المليشيات وجثث هنا وهناك واغتيالات للصحفيين محكمة التنفيذ.
البعض من الناس يعقد آماله على الانتخابات القادمة، عسى أن تحمل معها تغييرا نوعيا في اوضاع البلاد، وآخرون يعتقدون ان الامور لن تتغير وستبقى مثلما هي، وان ثمة صفقات تدار في الكواليس لتحالفات بين القوى المتنفذه للحفاظ على المواقع في السلطة وبالتالي على المصالح المشتركة. المتفائلون يعتقدون ان العام القادم سيحمل معه نجاحات للتحالف المدني الديمقراطي، وأبو جليل يردد: بركاتك ياعام الحصان!
أم سكينة كانت اول من لفت الانتباه للأمر، فمعروف تعلقها بالابراج، وقد خطرت لها فكرة الاستعانة بزوجتي، للبحث عما يقوله التقويم الصيني عن العام الجديد. وكان علينا ان نطلب مساعدة «العم غوغل» الذي اخبرنا بأن عام 2014 هو «عام الحصان»، فتلقفها ابو جليل وصاح:بروح موتاكم شوفوا لنا بختنا؟
ورحنا نقلب صفحات الانترنيت ونبحث عن ما يرضي مزاج ابو جليل. قرأت زوجتي:الحصان نشيط ونبه، محب للترحال وذو روح منطلقة. مواليد الحصان عشاق رومانسيون ونشطون ومحبون للحرية، ويفضل مواليد الحصان العمّل على مسار واحد والتركيز على هدف محدد لإعطاء كل خطوة حقها، مفضلين المعلوم على المجهول.
التفت صديقي الصدوق ابو سكينة لزوجتي وقال لها: يعني في العام الجديد راح نشبع رومانسيات، بس بروح موتاكم شوفوا لنا شلون راح تكون علاقة الحصان بالمجاري؟
ارتبكت زوجتي، والتفتت لي مستنجدة، فحاولت التدخل: انتم تعرفون بأننا لا نؤمن بالابراج، وما نقرأه لكم هو عبارة عن ...
فقاطعني ابو سكينة: اعرف، وروح اجدادك اعرف انكما لا تؤمنان بالابراج، وكل هذا لخاطر ابو جليل وام سكينة. ولكن ما دمتم فتحتم باب الابراج والتنجيم، ربما تجدون لنا حلا مع مشاكل المجاري. يعني هذا حصان ابو جليل يجوز بيه الحيل وينطح لنا هاي الصخور اللي سدت المجاري وفاضت بغداد بسببها. والاهم عندي يجوز يصهل ويصحي بعض الناس ويشجعهم للذهاب الى صناديق الانتخابات وتنتخب لنا وجوه جديدة، ويتغير الواقع اللي ابتلينا بيه.
وهذا يعني راح يكون عام تغيير، فيكون الحصان فعلا حصاناً اصيلاً وابن اصول!