المنبرالحر

ما هكذا تستثمر المنابر الحسينية يا حضرة الشيخ..! / عادل الزيادي

ونحن نعيش شهر محرم الحرام وشعبنا بجميع تلاوينه واطيافه يعيش فاجعة الامام الحسين كان لابد من استثمار قضية استشهاد الامام الحسين هذه لما يؤمن الوحدة والتلاحم بين شعبنا وعدم التفريط بتماسك النسيج الاجتماعي لهذا الشعب واستنهاض همة القيادات والاحزاب الحاكمة في مواجهة الارهاب والحد من تفشي حالات الفساد ومحاسبة المفسدين .. كذلك تسليط الضوء على حالات العقم واليأس التي بدأت تنتاب شرائح كبيرة من المجتمع بسبب تردي الوضع الامني ونقص الخدمات وارتفاع نسبة الفقر والمعوزين .. هذا ما يجب ان تكون عليه المنابر الحسينية حتى تؤدي رسالتها الانسانية الت? استشهد من اجلها الامام الحسين .. . ولكن ان تستثمر لابعاد (طائفية مقيتة) يصبح دورها كمن يصب الزيت على النار وضحيتها الشعب المغلوب على امره من جراء تصرفات الساسة في الصراعات والاتهامات وبالتالي سيكون لزاما السعي لموقف التهدئة وسحب مبررات الصراع والاقتتال ... فمن احد المنابر الحسينية في الديوانية علت اصوات تتحدث بشكل مستهجن عن بعض الخلفاء وكيف آلت بهم الامور مع زوجاتهم وعوائلهم (والحديث منقول مباشرة عبر احدى القنوات الفضائية) وهذا الامر يعبىء المستمعين والمشاهدين بروح من الحقد والضغينة اتجاه طائفة معينة ون?ن نسعى الى التعايش والسلام بين جميع مكونات شعبنا وبامس الحاجة لهذا الاتجاه ... وفي موقف آخر يجرى استخدام المنابر الحسينية لاشاعة ثقافة الكره حتى مع القوى الاخرى (ولو ان جميع ما ورد في الحديث لا اساس له من الصحة) ويستمر الحديث ليقول (ان الشيوعيين هم اشتراكيون بالطبع لذلك يجتمعون عشرة منهم على زوجة واحدة وحينما تلد هذه الزوجة المباحة لا تعرف الام من هو ابوه لذا لا يسمونه باسم معين بل يسمونه ابن الشعب) بالله عليكم هل هذه هي ثقافة الشيوعيين وهل هذا واقعهم .. ولدينا قول يقول (حدث العاقل بما لا يليق فان صدق لا ع?ل له) فكيف يصدق الآخرون هذه التقليعة غير المهذبة .. والجميع عرف الشيوعيين عن قرب فهل هذه اخلاقهم (كما صورها الشيخ) ..... وهنا نقول ان من يرتقي المنبر الحسيني عليه ان يكون داعية للألفة والتسامح والمحبة لا ان يثير النعرات ونشر الاختلاقات .. وان لم تتوفر لديه المؤهلات بهذا الاتجاه فليدع المنبر لاهله الاكثر حرصا على مصالح شعبنا ... وهنا اشيد بالاستخدام الامثل للمنبر الحسيني ولاحاديث الجمع لممثل السيد علي السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي الذي يوظف خطاباته للوحدة الوطنية ونبذ الطائفية والتصدي للارهاب والتأشي? على مواطن الخلل والفساد والمفسدين وتحميل الجهات التي تقف خلفها بكل وضوح ووقوفه الى جانب الفقراء من شرائح شعبنا .. وكذلك احاديث السيد احمد الصافي التي لا تقل اهتماما بمصالح شعبنا .. فلتكن جميع المنابر فاعلة بما يخدم معالجة الواقع المأساوي بواقع يفيض خيرا على شعبنا.