المنبرالحر

نعم يا معالي الوزيرأنها وزارة عرجاء..!! / د. سلام يوسف

كتب معالي وزير الصحة الدكتور مجيد حمد أمين في المقال الافتتاحي لجريدة «الصحة الأسبوعية» في عددها السادس/ تشرين الثاني 2013، والتي تصدر عن قسم الأعلام في وزارة الصحة، ما يلي :
«أن هذا التوجه (يقصد توجه المحاصصة)، قد أفرز حكومة عرجاء، ومنها وزارة صحة عرجاء تسير بقدم واحدة، وقد همشت فيها الكفاءات والاختصاصات».
نعم أنه كلام دقيق يأتي من موقع المسؤولية في تشخيص أس تدهور الأداء وبؤسه، فتواجد الأطباء في العُقد الإدارية ما هي الاّ لعبة وظيفية أوجدتها الأنظمة السابقة بسبب نقص المعرفة الإدارية وعدم التوسع المطلوب في مفاهيم الإدارة. لذا منحوا الدرجات الوظيفية ـ المكملة ـ في وزارة الصحة، مثلاً، للأطباء. وكذا الحال بالنسبة للوزارات الخدمية الأخرى. وكان هذا التوجه الخطير، اللا علمي واللا مسؤول، قد عززه نظام صدام المقبور حينما حاصص الوظائف بناءً على الانتماء الحزبي والولاء للنظام والقائد! بعيداً عن الانتماء لمبادئ خدمة الشع? والولاء للوطن.
واليوم تتجلى صور المحاصصة بعد تشعبها في أبشع الصور وهي عديدة ،وجميعاً يمكن اجمالها بجملةٍ واحدة، هي كما قال الوزير: «هل نحن نطبق المقولة المأثورة :الرجل المناسب في المكان المناسب؟».
نادراً ما نجد الشخص المناسب في المكان المناسب، لأن الشخص غير المناسب هو تحاصصي، وبالتالي فأنه سيدير عملاً لا يفقه به ، والمحصلة النهائية هي سوء الإدارة وتراجع الخدمات ،وقلوب لا تحترق على الوطن والمواطن ـ كما يقولون.
ويتساءل وزير الصحة في المقال الافتتاحي: «ما علاقة الأطباء بإدارة ملفات مالية وقانونية، وشراء واستئجار وتعاقد وأستثمار؟»
عين الصواب، فما علاقتهم بأمور من علم آخر غير علوم الطب؟ لذا نحن ميالون الى حل هذه الأشكالية بأن تركن تلك المواقع الإدارية الى أداريين متخصصين وبإمكانهم الاستئناس برأي هيأة الأطباء الاستشاريين في بعض المواقع. على أن لا تكون هذه الهيأة وحدة مستقلة وإنما من ضمن العمل الوظيفي للطبيب المستشار.
وهنا علينا أن نذكّر، ان كلية الإدارة دأبت على تخريج أطباء درسوا «علم ادارة المستشفيات» كعلم مضاف لعلوم الطب التي درسوها، وتخرجوا في كليات الطب بها ، وهو أجراء ناجع لحدٍ ما. ولكن هل تتم الاستفادة من خريجي ذلك الفرع الى الحدود المتوسطة أو القصوى؟ أنا أؤكد أن الكثير من خريجي هذا الفرع لا يعملون في مجال اختصاصهم، وهو أدارة مستشفى، وإنما تم تعيينهم في مواقع أخرى لا علاقة لها بتخصصهم.
يا معالي الوزير ،ها أنت قد وضعت يدك على أس البلاء، وما دامت البلاد فيها العديد من «الرجال المناسبين» كما تتمنى ويتمنى الحريصون الآخرون، لذا نتساءل: أما آن الأوان لتنفيذ ما يجول في خاطر الوطنيين والمتحمسين لخدمة البلد؟ أنا أقول: لتكن وزارة الصحة السباقة في هذا المضمار ،للمضي بمشوار السياسة الصحية الصحيحة والسليمة. فالتحديات الصحية التي تواجه البلد كبيرة جداً وصعبة ،وهي معركة ضد المرض وضد الأضرار البيئية، ولا بد لها من فرسان ناكرين للذات، يمتلكون «مواصفات القيادة» كما جاء في مقالك الافتتاحي القيّم.